تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


أسعار محررة جدا ..

أسواق
الثلاثاء 29-11-2011
قاسم البريدي

لا يكتفي بعض المصنعين والتجار الكبار بأرباحهم الكبيرة أصلا ..بل أنهم يريدون الإبقاء على قيمة الأرباح وفق مؤشر العملة الصعبة الذي يتغير بسرعة فائقة بحجج واهية بدعوى أن قسما كبيرا من مكونات سلعهم مستوردة من الخارج ..

ولو أرادوا الاستعاضة عنها بجديدة فيدفعون المبلغ الجديد ..وكأن عملية الاستيراد والصناعة تتم بسرعة الضوء ...‏

وقبل أيام استوقفني في أحد محال بيع التجهيزات الكهربائية طلب أحد الصناعيين وقف بيع منتجاته المصنعة محليا لدى كافة الموزعين والوكلاء ، وفي اليوم التالي تم رفع أسعار هذه التجهيزات الشهيرة جدا بنسبة 5% وفرن الكهرباء الذي كان بمبلغ 16000 ليرة أصبح بقيمة 16800 ليرة وفرن الغاز الذي كان بمبلغ 25 ألف ليرة أصبح 26250 ليرة ..وهكذا فإن أغلب الأجهزة المنزلية ارتفعت لأكثر من ألف ليرة ..‏

وفي اليوم التالي قلده عدد من الصناعيين والتجار ورفعوا أسعار سلعهم أيضا بينما تريث البعض حتى مطلع الشهر ليرفع السعر دفعة واحدة إلى 10 % ..‏

والسؤال : أي منطق هذا للفهم الخاطئ لتحرر الأسعار طالما هذه الأجهزة مصنعة محليا ومنذ سنوات وموجودة في المستودعات ومنها أنواع وكميات تكفي لعدة سنوات قادمة .. فلماذا لا تبقى هذه الكميات (على الأقل ) بنفس الأسعار ريثما تنتهي الدفعات المصنعة وفي الدفعات الجديدة تسعر على أساس التكلفة الجديدة ..‏

أليس هذا المنطق ..ثم ألا يعرف هذا المنتج والمصنع الذي يرفع أسعاره وفق تقلبات قيمة الدولار أن السلعة التي تباع في بلده غير السلعة التي تباع في الخارج والتي من واجب الدولة والجميع دعمها ..‏

لماذا لا يميزون ..أين الأخلاقيات والواجب الوطني لاسيما في الظروف الصعبة ..وهل ينسى هؤلاء بأنهم بسلوكهم المتسرع والخاطئ إنما يحرضون باقي التجار والصناعيين على هذا السلوك ..وبالتالي ترفع أسعار جميع السلع بلا مبرر سواء أكانت محلية أو مستوردة ، وهذا سيؤدي بالتالي إلى رفع أسعار السلع الغذائية الأساسية وهذا هو الأخطر ..‏

لماذا ينسى هؤلاء أنهم ينتجون أو يبيعون سلعة واحدة أو عدة سلع محدودة وبالمقابل هم مستهلكون لباقي السلع والخدمات ..وهذا يعني أننا جميعا مستهلكون من سوقنا المحلي الواحد ..فأي منطق وأي قصور في الرؤية ..هل يعيد الوعي لهم قبل فوات الأوان ..‏

ولماذا لا تبادر وزارة الاقتصاد والتجارة وتستبق هذه التصرفات وترصد الاسعار وتمنع تغييرها حتى ولو كانت محررة وهذا من حقها ووفق القوانين النافذة وتحت طائلة وقف تحرير السلع التي يجري التلاعب بها مهما كانت درجة أهميتها ..؟‏

نأمل من غرف التجارة والصناعة أن تتحرك أيضا ليس لإعطاء درس في الأخلاق لبعض المنتسبين لها .. إنما لتوعيتهم بواجبهم الوطني والإنساني تحت طائلة فصلهم من عضوية هذه الغرف ..؟‏

Kassem58@hotmail.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

  قاسم البريدي
قاسم البريدي

القراءات: 1024
القراءات: 930
القراءات: 998
القراءات: 987
القراءات: 907
القراءات: 1007
القراءات: 944
القراءات: 932
القراءات: 956
القراءات: 965
القراءات: 952
القراءات: 947
القراءات: 3828
القراءات: 941
القراءات: 959
القراءات: 1018
القراءات: 996
القراءات: 948
القراءات: 966
القراءات: 1093
القراءات: 990
القراءات: 1577
القراءات: 1035
القراءات: 996
القراءات: 999

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية