والتي اتخذ منها ذريعة مباشرة لغزو العراق وتدمير مؤسساته وحل جيشه الوطني وتشريد ثلث سكانه وقتل أكثر من مليون من مواطنيه, فإن أسئلة عديدة واستفسارات كثيرة لا تزال تلقي بظلالها على هذا الندم المتأخر وتتعلق بأهمية هذا الندم ومعناه ومدى تأثيره على واقع الاحتلال في العراق.
فهل كان بوش سيغير من قراره بغزو العراق فيما لو كان قد اكتشف فشل استخباراته قبل الاحتلال? أم إنه كان سيعاقب هؤلاء المسؤولين في قمة السي آي ايه على تقصيرهم وفشلهم وسيتجه آنذاك الى ذرائع أخرى لإتمام عملية الغزو?!.
وإذا كان ندمه لهذا السبب أو ذاك هل فكر بالاعتذار من شعبه أولاً على توريط الولايات المتحدة بأكبر أزمة اقتصادية وعسكرية وسياسية وأخلاقية عبر تاريخها? وهل فكر بالاعتذار من الشعب العراقي بعد أن حرمه من الحرية وأدخل أبناءه في أقبية التعذيب التي بناها في طول بلاد الرافدين وعرضها وبعد أن حرمه من أبسط مقومات الحياة وقتل أكثر من مليون عراقي خلال خمس سنوات?!.
ثم هل يملك بوش الجرأة ليعتذر عن عملية الغزو ذاتها أم أنه سيظل يركب رأسه ويصر على اعتبار ما حصل انتصاراً للحرية والديمقراطية في العالم?!.
كل المؤشرات تؤكد أنه لن يفعل ذلك لا بل إن المراقبين الدوليين لا يزالون يخشون من إمكانية ارتكاب بوش لحماقات جديدة قبل أسابيع من مغادرة البيت الأبيض وعندها سيكون الاعتذار أوالندم أو حتى التراجع عن القرارات غير مفيد للولايات المتحدة ولا حتى لشعوب العالم!!
ahmadh@ureach.com