وإنما بمُواصلته فعل ذلك والاستمرار بالإشراف الخاص والمُباشر على شحن الأسلحة للمجموعات والتنظيمات الإرهابية في سورية.
التقرير الذي يشير إلى نقل أسلحة بقيمة تجاوزت 2,2 مليار دولار للمجموعات المسلحة، يؤكد تعمّد البنتاغون إزالة كل الأدلة المُوثقة الدّالة على الجهة النهائية التي ستتسلم السلاح، فضلاً عن إزالته المُتعمدة أيضاً المُستندات المُتعلقة بمسار هذه الأسلحة، وهو ما يصفه التقرير بأنه تقويض واستهداف مباشر لواحد من أهم البرتوكولات الدولية الخاصة بمُكافحة تهريب السلاح.
قراءةُ التقرير والفرصة المُتاحة للاطلاع عليه قد لا تكتفي بجعل المُطّلعين على تفاصيله يدركون حجم التورط الأميركي بدعم ورعاية الإرهاب، بل ستجعلهم يطرحون عشرات الأسئلة حول علاقة الولايات المتحدة بمُهربي السلاح وشبكات الفساد والإجرام، وكل الجهات الدولية التي تمتلك سجلات غير نظيفة في مجال التهريب، من مافيات تهريب السلاح، إلى مافيات التهريب والترويج للمُخدرات، وصولاً إلى مافيات الاتجار بالبشر والأعضاء البشرية.
بالاستنتاجات المنطقية قد يكون ما كشف عنه تقرير مجلة فورين بوليسي أقل بكثير من حجم رأس جبل الجليد، ذلك أنه عندما يعرف العالم حقيقة أن المجلة المذكورة لا تخرج عن سيطرة أجهزة الاستخبارات الأميركية، فينبغي أن يكون شكل ومضمون الأسئلة التي يجب إثارتها مُختلفاً، وعندما يتعرف العالم على الجهة التي أعدّت التقرير ووثّقته، ويضع يده على صلة هذه الجهة بالإدارة الأميركية خاصة لجهة أنها تتلقى تمويلها من مؤسسات أميركية وأخرى أوروبية صديقة لأميركا وتحت السيطرة، فإن الأسئلة المطروحة لا بد أن تزداد صعوبة وتعقيداً!.
لا شك أن أميركا تُمثل رأس الشر في العالم، ولا ريب أنها وقفت وتقف خلف الحروب والويلات والكوارث حول العالم، لكنها إذا كانت تعتقد أن الكشف عن جزئية هنا وأخرى هناك تورطت بها قد يُغطي على مسلسل فضائحها، أو قد يشغل العالم والرأي العام عن كشفها ومُساءلتها فستكون واهمة.
المعلومات التي تضمّنها تقرير فورين بوليسي قد يكون لنشرها مجموعة أهداف أخرى لا صلة لها بإدانة الولايات المتحدة ولا بمُحاولة التشهير بسياساتها، غير أنّ ذلك لا يمنع من وضعها برسم الضمير العالمي الذي نرتاب بحيويته ونشك بأنه ما زال على قيد الحياة فاعلاً قادراً على الحركة والفعل، لكننا وكل حركات التحرر والمُتمسكين بالكرامة والسيادة سنُؤسس لحالة دولية تهزم مخططات الشر الصهيو أميركية ولا تكتفي بأقل من مقاضاة ومحاكمة مُجرمي الحرب في أميركا وإسرائيل والنظام الغربي الاستعماري المُتوحش.