غير أن هذه المؤسسة التي تعتبر نموذجاً للتعبير عن تجسيد حالة اقتصاد السوق الاجتماعي, لأنها مؤسسة اقتصادية معنية بتحقيق أرباح, وبالمقابل مؤسسة تحرص على مراعاة دخل الناس وعلى إيجاد حالة توافقية بين الدخل والأسعار, لتنحاز بذلك نحو حالة اجتماعية تراعيها..ولكنها..وكي تتمكن من الإمعان في تجسيد هذه الحالة, وكي تكون أقوى مما هي عليه, وأشد تأثيراً على السوق ولاسيما في مثل هذه الأيام, حيث نشهد ثلاثة أعياد في فترات متقاربة,, كان لابد من تلبية طلبات هذه المؤسسة واحتياجاتها في إطار مستلزمات العمل لتحسين أوضاعه.
فالمؤسسة لاتزال بحاجة إلى الكثير من السيارات التي تمكنها من الانتشار الأفقي الأوسع, والوصول إلى مختلف الأماكن التي يمكن أن تبيع فيها شيئاً من موادها.
كما أن المؤسسة, وإزاء إلزامها بتدخلات قوية في السوق لكسر الأسعار, حتى وإن كانت خاسرة, فهي لاتستطيع إلا أن تلتزم بذلك, وكان من الطبيعي أن تعوض عن أي خسارة تترتب عليها جراء مثل هذه التدخلات, ولكن مايحصل هو أنها هي التي تتحمل أعباء ذلك, فتزداد تقييداً وإجهاداً, وتضعف قدرتها على تدخلات قادمة..!
إن كان يراد لهذه المؤسسة أن تبقى السلاح الفعال في يد الحكومة بمواجهة جشع التجار..وتوازن الأسعار, فالأولى أن تمدها بكل الإمكانات المتاحة..كي لاتتحسر يوماً على خيار لم يعد مجدياً..!