، وإنما هواجس لمعرفة الحقيقة ومن ثم البحث عن منافذ تزويرها للإساءة إلى مقدراتها ومقوماتها التي لن يستطيعوا النيل منها مهما أجهدوا أنفسهم، والمضحك في هذه الأيام أن بعض هذه الوسائل تنظّر بأن البنوك الخاصة والإسلامية في سورية سوف تنهار باعتبارها مصارف حديثة لم يمضِ على تأسيسها إلا سنوات قليلة إذ لم تتمكّن بعد من التشبث والتجذّر جيداً فهي – على حدّ زعمهم – لن تستطيع التحمّل ولا الصمود أمام ( الضربات القاسية ) التي تتلقّاها من العقوبات ( العربية الشقيقة ) والأنكى من ذلك أنَّ البعض الآخر ينظّر من جانب آخر بأنَّ المصارف الحكومية العامة هي الأخرى لن تستطيع تلقي الضربات باعتبارها قديمة على الساحة ولم تدخل بعد في معترك الحياة المصرفية الحديثة ..!
فعلاً .. احترنا يا أقرع ، أو ربما يكون الأقرع هو الذي احتار هذه المرة لأنه بمواجهة شيء غيب عنه اسمه ( سورية ) وسوف نذكّر هؤلاء ونؤكد لهم بأن هذه المحاولات البائسة لن تجدي نفعاً فالحقيقة هي الحقيقة مهما اشتدّت الأباطيل، وتورّمت الأماني الشيطانية، فبالأمس انسحب البنك السعودي الفرنسي من مساهمته في بنك بيمو أملاً بتحقيق شيء من تلك الأوهام فأعلنت الوقائع قوة بيمو وأنَّ هذا الانسحاب لن يساوي عنده شيئاً ولن يُحدث أي أثر، بل على العكس فإن السعودي الفرنسي وضع نفسه بذلك في مأزق حقيقي عندما انسحب وأعلن بيع حصته دون أي ترتيب مسبق، ما يعني أنه سيبقى مرتهناً للشاري الجديد، الذي بإمكانه أن يفرض أسعاراً متهاودة للأسهم المعروضة للبيع والتي تحافظ أساساً – في حقيقتها – على أسعار جيدة جداً.
ونذكّر هؤلاء أيضاً بأن المصرف التجاري السوري الذي تضغط عليه أمريكا – الأب الروحي للمعاقبين الجدد – ومنذ سنوات استطاع أن يدخل إلى قائمة عالمية صنّفته كواحد من أهم مائة بنك في العالم.
أيها الأشقاء يبدو أنكم لم تصدّقوا بعد أنَّ ( سورية بخير ) اسمعوا مني صدّقوا وخيّطوا بغير هذه المسلّة، لأنها فعلاً بخير .