نجد الصد من جانب موظفي جامعة الدول العربية والرفض من جانب الهيئات والمؤسسات التي شكلتها المعارضة في الخارج، مدعومة بأجهزة استخبارات أميركية وفرنسية وتركية- وربما غيرها من الكيانات التاريخية المعادية- في الوقت الذي تستمر فيه الحملة الإعلامية المنظمة من قبل المحطات الثابتة للحكومات الموكلة تنفيذ المخطط التخريبي في سورية.
وفي الإطار الدولي تبدأ المواجهات الإعلامية مابين موسكو وواشنطن حيث أبدت الأخيرة إشارات استفهام كثيرة أزعجت الجانب الروسي حيث فاز حزب روسيا الموحدة الذي يتزعمه رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين بالأغلبية العظمى في الانتخابات البرلمانية التي جرت مؤخراً، الأمر الذي يؤكد تسلّم بوتين رئاسة البلاد في الانتخابات الرئاسية التي ستجري في آذار القادم.
وفيما تعترض أكثر من دولة فاعلة على ازدواجية المعايير في مجلس حقوق الإنسان فيما يتعلق بالشأن السوري تسقط إيران طائرة تجسس أميركية اخترقت أجواءها تنفذ القوات المسلحة السورية مشاريع تكتيكية تظهر قدراتها على التصدي لأي محاولة اعتداء تستهدف أمنها الوطني، كما يظهر السيد حسن نصر الله بين مؤيديه متحدياً كل محاولات استهدافه، بمعنى أن محور الممانعة والمقاومة يظهر بعضاً من قدراته الكفيلة بالرد على كل محاولات التخريب التي تستهدف تحطيم صمودها كرمى لرضا إسرائيل وكيانها العدواني بحيث يمتلك مقومات الاستمرار في محيط ضعيف ومجزأ ومتفرق.
وعلى الجانب الداخلي تستمر الحكومة في برنامجها الإصلاحي بغض النظر عن كل مايجري في الخارج، إيماناً منها بأن تجاوز الأزمة شأن داخلي من مهمة السوريين أنفسهم في المقام الأول والأخير..
وتبقى المشاورات والمراسلات والاتصالات قائمة مع الجامعة وحكومات الدول الصديقة، في وقت توصد الأبواب أمام الحكومات التي تعمل على تقويض، النظام، وتغلق الاتصالات معها، مايدفع البعض للتوسط لدى بعض الأصدقاء لمجرد قبول القيادة السورية بسماع بعض من وجهات نظرهم -تلك الوجهات التي تراها الإدارة السورية نوعاً من النصائح غير المقبولة نظراً لانحيازها، وباعتبارها مثلت نوعاً من الإملاء أو نقل رسائل من الدول الكبرى ذات المصالح الاستعمارية في المنطقة كلها..
هذه العوامل المتداخلة ترخي بظلالها على نشاط المجموعات الإرهابية مع أكثر من موقع، وتحرك بعضاً من احتجاجات في مواقع أخرى في محاولات لإعطاء بعض الجهات المعارضة نوعاً من الدعم الخاوي، ودون النظر إلى حجم التنازلات التي يقدمها رموز المعارضة، وتضحيتهم بالقضايا الأساسية وتخليهم عن المقاومة والجولان تنفيذاً لمطالب الجهات والأجهزة التي تحركهم وتوجه نشاطاتهم..
وبالقدر الذي يتقدم فيه مشروع الإصلاح تزداد محاولات التخريب، لكنها لن تثني الحكومة عن عزمها، فقدر سورية أن يأكل من خيراتها كل العرب، وقدرها أن تعمل دوماً على بناء بيت العرب مجتمعين.