تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


قدر سورية

البقعة الساخنة
الخميس 8-12-2011
مصطفى المقداد

تتزاحم الأصوات العالمية في الوقت الذي تتداخل فيه العوامل الفاعلة والمؤثرة في الشأن السوري.. ففي الوقت التي تظهر الإدارة السورية تجاوباً إيجابياً مع المبادرة العربية والبروتوكول الملحق فيها مع التحفظات السورية،

نجد الصد من جانب موظفي جامعة الدول العربية والرفض من جانب الهيئات والمؤسسات التي شكلتها المعارضة في الخارج، مدعومة بأجهزة استخبارات أميركية وفرنسية وتركية- وربما غيرها من الكيانات التاريخية المعادية- في الوقت الذي تستمر فيه الحملة الإعلامية المنظمة من قبل المحطات الثابتة للحكومات الموكلة تنفيذ المخطط التخريبي في سورية.‏

وفي الإطار الدولي تبدأ المواجهات الإعلامية مابين موسكو وواشنطن حيث أبدت الأخيرة إشارات استفهام كثيرة أزعجت الجانب الروسي حيث فاز حزب روسيا الموحدة الذي يتزعمه رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين بالأغلبية العظمى في الانتخابات البرلمانية التي جرت مؤخراً، الأمر الذي يؤكد تسلّم بوتين رئاسة البلاد في الانتخابات الرئاسية التي ستجري في آذار القادم.‏

وفيما تعترض أكثر من دولة فاعلة على ازدواجية المعايير في مجلس حقوق الإنسان فيما يتعلق بالشأن السوري تسقط إيران طائرة تجسس أميركية اخترقت أجواءها تنفذ القوات المسلحة السورية مشاريع تكتيكية تظهر قدراتها على التصدي لأي محاولة اعتداء تستهدف أمنها الوطني، كما يظهر السيد حسن نصر الله بين مؤيديه متحدياً كل محاولات استهدافه، بمعنى أن محور الممانعة والمقاومة يظهر بعضاً من قدراته الكفيلة بالرد على كل محاولات التخريب التي تستهدف تحطيم صمودها كرمى لرضا إسرائيل وكيانها العدواني بحيث يمتلك مقومات الاستمرار في محيط ضعيف ومجزأ ومتفرق.‏

وعلى الجانب الداخلي تستمر الحكومة في برنامجها الإصلاحي بغض النظر عن كل مايجري في الخارج، إيماناً منها بأن تجاوز الأزمة شأن داخلي من مهمة السوريين أنفسهم في المقام الأول والأخير..‏

وتبقى المشاورات والمراسلات والاتصالات قائمة مع الجامعة وحكومات الدول الصديقة، في وقت توصد الأبواب أمام الحكومات التي تعمل على تقويض، النظام، وتغلق الاتصالات معها، مايدفع البعض للتوسط لدى بعض الأصدقاء لمجرد قبول القيادة السورية بسماع بعض من وجهات نظرهم -تلك الوجهات التي تراها الإدارة السورية نوعاً من النصائح غير المقبولة نظراً لانحيازها، وباعتبارها مثلت نوعاً من الإملاء أو نقل رسائل من الدول الكبرى ذات المصالح الاستعمارية في المنطقة كلها..‏

هذه العوامل المتداخلة ترخي بظلالها على نشاط المجموعات الإرهابية مع أكثر من موقع، وتحرك بعضاً من احتجاجات في مواقع أخرى في محاولات لإعطاء بعض الجهات المعارضة نوعاً من الدعم الخاوي، ودون النظر إلى حجم التنازلات التي يقدمها رموز المعارضة، وتضحيتهم بالقضايا الأساسية وتخليهم عن المقاومة والجولان تنفيذاً لمطالب الجهات والأجهزة التي تحركهم وتوجه نشاطاتهم..‏

وبالقدر الذي يتقدم فيه مشروع الإصلاح تزداد محاولات التخريب، لكنها لن تثني الحكومة عن عزمها، فقدر سورية أن يأكل من خيراتها كل العرب، وقدرها أن تعمل دوماً على بناء بيت العرب مجتمعين.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 مصطفى المقداد
مصطفى المقداد

القراءات: 11634
القراءات: 950
القراءات: 886
القراءات: 865
القراءات: 904
القراءات: 929
القراءات: 972
القراءات: 894
القراءات: 945
القراءات: 1006
القراءات: 964
القراءات: 955
القراءات: 974
القراءات: 973
القراءات: 977
القراءات: 1072
القراءات: 1006
القراءات: 1055
القراءات: 1063
القراءات: 1044
القراءات: 921
القراءات: 991
القراءات: 1038
القراءات: 1041
القراءات: 952
القراءات: 1091

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية