منذ زمن طويل وثمة شعور ينتابني بأن معارض الكتب من العيار الثقيل أي من يقترن اسمها بالدولي تحتاج الى دعم جماهيري, من حيث الحضور وكثافته, ناهيك عن شق الدعم الآخر, الذي يتمثل في الإقبال على الشراء والاقتناء.
كل الأخبار القادمة من قمر العروبة ايجابية, تركز على الحضوروالمشاركة الواسعة اللافتين , وهو مايعني ان القسم الأول من الدعم قد تحقق,وأخبارالإقبال فقط تعني ان الشق التجاري, الذي لايمكن لصناعة الكتاب ان تنهض من دونه, لم يكن حاضراً كفاية , لم يكن حاضراً لدرجة ان يجعل من هذه الصناعة مزدهرة .
أسجل إعجابي بمنافحي الثقافة والمدافعين عن المعارض, فقد كنت أرى ربيعا كامل الزهرات في كل عنوان تشجيعي , ينشر هنا وهناك, ويحث على «اقرأ» من قبيل « الربيع العربي ينهض بسوق الكتاب » و«الكتاب يستعيد ألقه في بيروت». ولان بيروت عاصمة ثقافة وسياسة, فقد تكون الغلبة في المبيعات لكتب السياسة وللكتب « الجريئة» التي اعتادت ان تكون حاضنا وطابعا لها .
لااريد ان اكسّر مجاديف الحدث اللبناني , ولا أن أغمز منه , بل أريد ان ارفع شبه توصية خاصة للناشرين العرب,تتمثل في وجوب الفرز بين ما يستطيع حمله الربيع العادي الذي يأتينا بالندى والورد , وبين ربيع آخر يحمّله البعض ما لايمكنه حمله. في الكتب دعونا نتصفح ربيعا يبرعم زهره على هواه, لا على هوى الناشر.