وأشار إلى أن هذه الساحة الدولية ستشهد أحداثاً جسيمة بينها, على سبيل المثال, اغتيال أو رحيل بعض الرؤساء وعمليات تفجير في دول أوروبية وأميركية, واختصاراً أضاف الفلكي قوله: (إن العالم خلال السنة الجديدة سيكون على كف عفريت)!
ونحن بدورنا, باعتبارنا من سكان منطقة مرشحة, منذ عقود وليس الآن, لتكون أرضاً خصبة لحدوث هزات من كل الأنواع بحكم موقعها الجغرافي, وبالتالي في مقدمة الساحة الدولية, فإننا لا نستبعد حدوث كل أو بعض ما جاء في تنبوءات الفلكي الشارني الذي تنبأ في العام الماضي بوفاة عاهل المملكة العربية السعودية, وقداسة البابا بولس الثاني, مثلما كان قد تنبأ بوفاة الأميرة ديانا في حادث مرور.
وإذا كنا لا نستبعد حدوث شيء مما تنبأ به الشارني, فليس لقناعتنا بأن ما يقوله المنجمون لابد أن يتحقق بالضرورة, بل لأن قراءتنا لأحداث السنة الماضية تجعلنا نتوقع الأسوأ. ومن قراءتنا لأحداث سنة ,2005 نستخلص عدداً من النقاط التي تشير إلى ما عنيناه بالأسوأ.
في المقدمة من تلك النقاط استمرار المحاولات الجارية حالياً للتضييق على سورية وعزلها عن محيطها العربي كما عن محيطها الدولي. إن هذه المحاولات, وإن كانت غير مؤهلة لتكون عائقاً, وبأي شكل من الأشكال, أمام إصرار سورية على تنفيذ برامج تقدمها وتطورها على مختلف الأصعدة, فإنها تبقى بين المؤشرات التي توحي بها السنة الجديدة, لأنها ترتبط بمخطط ذلك ال(عفريت) الاستعماري التوسعي الذي يجري العمل على ترسيخ جذوره في المنطقة العربية عموماً وليس على الأرض السورية فقط.
وربما تبريراً لما يدفع بأصحاب هذا المخطط لترجمته إلى واقع هو ما يثبت أحياناً في تنبوءات الفلكيين لتؤكد ما تعنيه عبارة (المكتوب على الجبين تراه العين)! وبالتالي إن مصير المنطقة, امتداداً من المغرب العربي إلى المشرق العربي, مرتبط بقدرها الذي لا مفر من قبوله, لأنه مكتوب على صفحة مستقبلها, شاءت أم أبت.
ولكن, ماذا عن التاريخ الذي يؤكد لقارئه بأن (المصادفات) أيضاً تلعب دورها في صناعة الرأي العام أحياناً? وماذا عن التنبوءات التي لم تتحقق وبقيت مجرد توقعات يستطيع قارئ التاريخ أن يشير إليها مسبقاً إن هو أحسن القراءة والاستنتاج?
إن العام ,2006 استناداً لما شاهدناه في العام ,2005 لا يحتاج إلى أكثر من تبصر مما علق ويتعلق بالوضع العالمي إلى اليوم وإلى الأيام الآتية, سواء في المنطقة العربية أم في المناطق الأخرى من العالم, حيث سقطت وتسقط المعادلات الأخلاقية في العلاقات الدولية وغير الدولية, لتحل محلها أخلاقيات الاعتداء على حقوق الناس والتنكر للجميل, بحثاً عن المصالح الشخصية بما في ثنايا مثل هذه الأخلاقيات من مقومات جعل قانون الغابات, دون سواه, في المرتبة السائدة على سطح الأرض.
إنه عام آخر وإن لم يكن يبشر بالخير, مع ذلك نبقى متفائلين بأن الخير لابد أن ينتصر على الشر والأشرار.