| تأجيل أم تفويت? معاً على الطريق ظلوا قرونا يعلموننا أن نظرية المؤامرة دليل على الضعف وضيق الأفق, لكن هل يمكن شطب الاحتمال تماما بالنظر إلى توقيت تفجر الوضع و قرار سحب الصاعق وتزامنهما مع بدء احتفالات إسرائيل بتأسيسها وقدوم الرئيس الأمريكي لأداء رقصة الوداع الأخيرة. قبل القرار الفتنة, قامت القائمة بأعمال السفارة الأمريكية السيدة ميشيل سيسون بجولة تفقدية لمنطقة العريضة الحدودية, ترى ما الذي كانت تتفقده ? هل تقبل أمريكا- على مبدأ المعاملة بالمثل- أن يتحول ممثل دبلوماسي إلى مفتش دولي على معابره ونقاط حدوده فيراقب ويوجه وقد يؤنب أو يهدد وإن أتقن الخادم أثنى وكافأ ووزع ابتسامات الرضا وربت أو رتب الخطوات التالية. ابتدأت الخطوات بقرار إعفاء ضابط أمن ا لمطار ومصادرة شبكة اتصالات حزب الله, والقرار ينفتح على احتمالين أسوؤهما أحلى من السكر على قلب إسرائيل, فأما القبول فإنما يعني كشف الظهر والتساقط في أفخاخ القناصة و الصيادين وتآكل المقاومة ضد العدو,وأما الرفض فقد يورط في حرب أهلية تعيد خلط الأوراق بين أصحاب قضية وأصحاب فورد ولينكولن, ارتضوا أن يكونوا سلعا أو متسلعين. في هذا التوقيت اشتعلت الخرطوم وحدثت اشتباكات في اليمن وتفجرت أزمة الخبز والعصيانات في مصر واستمرت الدماء مستباحة في العراق وفلسطين وحدثت خضات في موريتانيا وأريتيريا وفي الصومال بطبيعة الحال, فأي زنار نار كان سيكبل المخطط ويكبل المنطقة, فتبدو إسرائيل كنموذج دولة دينية وعرقية عنصرية هو الأصلح للتعميم والاعتماد في المنطقة, فأي شهادة شرعية وتجدد يمكن أن تطمح لها دولة اغتصاب أكثر من هذا. لم يكتمل الاحتفال الإسرائيلي- الأمريكي بهدية لبنانية ذات أغلفة وشرائط عربية, بل نستطيع القول إن العرب استطاعوا هذه المرة أن يحولوا شرائط تزيين المشروع التدميري إلى شروط وشرطة أجلت الهدية وربما فوتتها. dianajabbor@yahoo.com
|
|