مرت ستون سنة ,ورغم كل فيتامينات التقوية وجرعات الدعم المادي والمعنوي لا يزال الكيان الغاصب يعيش مأزق زرعه فوق أرض ترفض الأجسام الغريبة, ويبدو بوضوح أن الكيان الغاصب جسم غريب عن المنطقة المحيطة به لغة وفكرا وقومية وروحانية وتقاليد .
بعد ستين سنة من الاغتصاب أصبحت مقولة سيموت الكبار وسينسى الصغار شبه خيالية, فالكبار لا يزالون أحياء ,ويجدون في الذكرى مناسبة يتحدثون فيها على شاشات التلفاز عن مرابع الطفولة ويذكرون الأماكن والأسماء جيدا وإن حاولت قوى الاحتلال تغيير معالم الأرض والعمران .
وخاب أمل من راهن على تلاشي ذاكرة الجيل القادم ,وذهب قولهم (سينسى الصغار ) أدراج الرياح مع ذهاب أصحاب تلك المقولة الذين ظنوا أن الزمن القادم سيسير وفق ما خططوا وتوهموا .
فالجيل تلو الجيل يسهم بأشكال متعددة في وخز الكيان الغاصب بالصمود والتصدي والمقاومة , وبث الحيوية في الذاكرة الفلسطينية بمختلف صنوف الإبداع كالشعر والأدب والمسرح والسينما , بعد ستين سنة هاهم الكبار يعيشون والصغار يتذكرون, وانتفاضة أطفال الحجارة ليست عنا ببعيدة .