مصادر محروقات تؤكد بأن استهلاك مادة المازوت , قد انخفض بنسبة 50% بعد تعديل أسعار المازوت, لكن هذا ليس مؤشرا حقيقيا على حجم الاستهلاك فمازوت التدفئة توقف استجراره تقريبا بعد ارتفاع درجات الحرارة وقرب دخولنا في فصل الصيف.
والسبب الآخر هو قيام الصناعيين والمزارعين والسائقين وأصحاب الآبار والمنشآت التي تعمل على المازوت بتخزين كميات كبيرة تحسبا لارتفاع أسعار المازوت وهذ ا ما حصل فعلا. وحتى السيارات الشاحنة والقاطرة غابت عن محطات الوقود ولم تعد تشكل ازدحاما وعرقلة وفوضى ومشاجرات!!.
فهل هذه الشاحنات والقاطرات قامت بتخزين المازوت أيضا, أم أن السعر الجديد الذي تدفعه مقابل التزود بالمازوت هو السبب?!
وفي كل الأحوال فإن فترة الهدوء وغياب الازدحام عن محطات الوقود وانخفاض الاستهلاك لن تدوم كثيرا وربما تستمر لشهر أو بعض الشهر, وحتى نفاد الكميات المخزنة في أحسن الأحول ,وسرعان ما تعود الحياة من جديد إلى محطات الوقود ويعود الاستهلاك إلى طبيعته ونستطيع أن نلمس المؤشر الحقيقي لاستهلاك مادة المازوت مع الأخذ بعين الاعتبار المستجدات كافة , مثل عودة عدد كبير من المنشآت الصناعية إلى العمل بالفيول بدلا من استخدام المازوت الذي كانت أسعاره قبل الزيادة متقاربة مع أسعار الفيول بينما بعد رفع سعر المازوت, أصبح طن المازوت يكلف نحو 30 ألف ليرة بينما سعر طن الفيول لايتجاوز ال 6000 ليرة. وهذا ما جعل أصحاب المصانع يستخدمون الفيول, وهو بالأساس المادة المستخدمة بالصناعة وخاصة للمصانع والمعامل والمنشآت التي تعمل وفق القانون رقم 10 وتعديلاته.