وأيضاً من الخطأ ان نقلل من شأن هذه الصعوبات لأن ذلك يزيد الأمر تعقيداً.! مناسبة هذا الكلام اليوم ماحصل ويحصل لموضوع التحول من الري التقليدي الى اسلوب الري بالتقنيات الحديثة في زراعة المحاصيل الزراعية والوقت المناسب للحديث جاء متزامناً مع الفعاليات التي أقامتها وزارة الزراعة بالتعاون مع محافظة الحسكة وتضمنت معرضا لتقنيات الري الحديث وندوة جماهيرية حول مزايا الري الحديث والصعوبات التي تواجه تطبيقه. ويمكن القول ان الفعاليات كانت ناجحة بكل المقاييس سواء بالنسبة للمعرض الذي اتاح للشركات التي تقوم بتصنيع التقنيات الحديثة ان تعرض منتجاتها من جهة وتكون مع الفلاحين الذين يزورون المعرض من جهة اخرى. وكذلك الامر بالنسبة للندوة التي كانت مواجهة صريحة حول كل مايتعلق بالنظرية والتطبيق.
ووفقا لما تقدم فإن مايجب ترسيخه وتعميقه هو ان تطبيق الري الحديث مهمة جماعية ومسؤولية مشتركة وان ترشيد استثمار الموارد المائية وخاصة المياه الجوفية وتسريع عملية التحول الى الري الحديث اصبح من المهام الملحة لان الوضع المائي في الحسكة اصبح حرجا, ولابد من تضافر الجهود كافة للتخفيف من حدة العجز المائي وتحسين الادارة المائية وترشيد استخدامات المياه عبر استخدام تقانات الري الحديث.
واذا كان القول بأهمية تطبيق الري الحديث قد بدا مقنعا الى حد كبير لدى الفلاحين من خلال الندوات والحقول الارشادية والجهد الذي بذله الكادر الفني في وزارة الزراعة لتعميق الوعي ونشر المعرفة لدى المنتجين اضافة الى المزايا والنتائج التي تقدمها اساليب الري بالتنقيط بالنسبة لمحصول القطن والري بالرذاذ بالنسبة لمحصول القمح وفي مقدمتها ترشيد وتوفير استخدام المياه وكذلك المحافظة على المردود العالي في الانتاجية وتقليل تكاليف الانتاج الا ان ماتم انجازه من خطوات متقدمة من قبل المشروع الوطني للري الحديث في وزارة الزراعة استطاع ان يوسع دائرة الاهتمام بهذا المشروع ويوفر العديد من عوامل الجذب للمنتجين وفي مقدمتها الادراك والفهم المشترك لضرورة الالتزام بالخطة الطموحة للمشروع الوطني.