| المهاجران.. وطيور الهم معاً على الطريق في الغربة اشكال التحقق لقيطة, جرداء لا دفء فيها ولا تشارك, احباؤنا والمعنيون بإنجازاتنا بعيدون, يزيد التنائي من تجافينا. قد يكون هذا المحور هو الحامل الموضوعي الاهم للعرض المسرحي الفريد (المهاجران) لكن تميزه كعمل فني متكامل تأتي من جرأة الطرح الموضوعي والاسلوبي وضفرهما بحيث يعتقد المتفرج ان لا حلا فنيا اخر سوى مااقترحه علينا مخرجه الفنان سامر عمران بشراكة فنية ابداعية مثمرة مع زميله الفنان محمد آل رشي. يدور العمل في سكن حقير تحت الارض لمهاجرين غادرا البلاد بحثا عن التحقق المالي لاحدهما والفكري للاخر, وقد اختار صناع العمل ملجأ واقعيا لتقديم عرضهما, ,ما أدخل الجمهور في لعبة ابداعية من لحظة ولوج المكان وتلمس موقع القدم اثناء هبوط الدرجات تحت الارض, وحوّلهم من مشاهدين الى شهود وشركاء, خاصة وان المكان لايتسع لاكثر من ثلاثين شريكا يتقاسمون همّ الشخصيتين ويشمون رائحتيهما ويصيخون السمع الى انفاسهما ويضبطون دقات القلوب على دقات قلبيهما.. فكان الفضاء دون مسافات فاصلة, بل كان مشيمة ولدت منها المواقف والافكار والحالات الانفعالية والعاطفية والاحتمالات المستقبلية لكل روح من بيننا تتململ لهذا السبب او ذاك, لكنها وان لم تستطع عبر هذا العرض ان تمنع طيور الهم من ان تحلق فوق الرؤوس لكنها خرجت وقد عقدت العزم ان تمنعها من ان تعشش داخلها. لعل اهم ما في هذا العرض ان احداً لم يخرج منه كما دخل اليه, بل اضاء روحه انكشاف الوهم وتداعيه. dianajabbouryahoo .com
|
|