تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


دمشق الدوائر مفتوحة

معاً على الطريق
الخميس 13/3/2008
عبد النبي حجازي

نحتفل بدمشق عاصمة للثقافة العربية وبخيالنا نعود إلى العصر الأموي يوم اتسعت رقعة الدولة من حدود الصين إلى ضفاف الأطلسي, وبنيت القصور والحدائق وبني الجامع الأموي.

نحتفل وفي قلوبنا تترقرق الأحلام كسلسبيل ينساب من غدير رقراق لكنك إن أقبلت على دمشق من الشرق أو أشرفت عليها من قمة قاسيون تراها مغمورة بدكنة الضباب.وإن توغلت فيها بدت لك شوارعها الرئيسة والفرعية كيوم يحشرون تغلي فيها السيارات كخلاطة كهربائية تتقلب فيها حبات العدس بسائل هلامي,وداهم أنفك زخم من السخام يعشش في رئتيك ويقبض على أنفاسك, وداهم عينيك القتام يطلي شرفات الأبنية الأنيقة وجدرانها وقد كانت بيضاء كقلوب العذارى.‏

ليس عسيرا أن نعرف الأسباب لكن العسير أن نقضي عليها لا لعلة فيها بل لأننا مولعون بإصدار القوانين والأنظمة وتكديسها كما يكدس المترفون الكتب في خزائنهم يتباهون باقتنائها ولا يخطر لأي منهم أن يفتح كتابا أو يقرأ حرفا.‏

إنني أقدم اقتراحا بيد أنه يجب أن يتساوق مع تنشيط وسائل النقل العام في خطة شاملة وقد استقيته مما يطبق في بعض المدن الكبرى في أوروبا مثل لندن:تقسم المدينة إلى ثلاث دوائر:الدائرة الأولى تشمل الضواحي والأطراف أي بداية الزحام,والدائرة الثانية تشمل المنطقة المحيطة بوسط المدينة منطقة المعابر والاختناقات المرورية, والدائرة الثالثة تشمل مركز المدنية أي ما يسمى(DOWN-TOWN ) وهي ذروة الازدحام.يفرض مبلغ محدد على كل سيارة تدخل الدائرة الأولى,ومبلغ أعلى على دخول الدائرة الثانية, ويرتفع المبلغ عند دخول الدائرة الثالثة,وقد أثبتت هذه الإجراءات نجاعتها في (بلادهم)وأدت إلى الحد من التلوث والازدحام.‏

وعندنا?من ذا الذي يضمن ألا يتسرب من هذه الدوائر كما يتسرب من سواها في جميع مجالات الرقابة أصحاب الأموال والمسؤوليات كأتباع النبي الكذاب طليحة بن خويلد الأسدي الذي أعفاهم من دفع(الزكاة) وسهل عليهم الصلاة فقال لهم (صلوا وأنتم واقفون,ما يصنع الله بتعفير وجوهكم بالتراب?).‏

أما التلوث الذي تتحفنا به جيوش الغزاة يصبون حممهم على الدول المحيطة بنا في العراق وفلسطين ولبنان ويحملها إلينا الهواء فإنهم السرطان الذي لا تجوز الحياة إلا باستئصاله, وأما فتحة(الأوزون) التي هرأتها الدول الصناعية الكبرى ورفضت التوقيع على اتفاقيات (الحد من التلوث) كأمريكا المستعدة أن تضحي بالإنسان ولا تضحي بدولار واحد من مليارات الدولارات التي تنفقها على حروبها الظالمة...فلا منقذ منها إلا أن تقوم القيامة.ولئن قال نابليون ذات يوم (ومن بعدي فليكن الطوفان) فإن أحفاده هؤلاء أبناء الحضارة الواحدة يطلقون الطوفان أمام عيونهم ويتلذذون بعذابات البشر.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 عبد النبي حجازي
عبد النبي حجازي

القراءات: 2147
القراءات: 1086
القراءات: 1095
القراءات: 1083
القراءات: 1285
القراءات: 1111
القراءات: 1046
القراءات: 1332
القراءات: 1299
القراءات: 1151
القراءات: 1681
القراءات: 1208
القراءات: 1770
القراءات: 1250
القراءات: 1205
القراءات: 1306
القراءات: 1245
القراءات: 1328
القراءات: 1311
القراءات: 1322
القراءات: 1538
القراءات: 1695
القراءات: 1484
القراءات: 1402
القراءات: 1833

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية