فحجم التآمر وضخامة التحديات وشراسة الهجمة, المترتبة عن اندفاعة العدوان الأميركي-الصهيوني واستباحته للأرض العربية, ومحاولاته التمدد والتعميم لسياسة الحرائق والفوضى والموت, كلها معطيات واستحقاقات تجعل من الصعب على المرء الاستهانة بها, وعدم التعاطي معها بما تستلزم وتتطلب من تشاور وتنسيق و قدر كبير من المسؤولية والجهد, الكفيلين بالارتقاء فوق الحساسيات والخلافات والمصالح الشخصية الضيقة وتذويبها لمصلحة الشأن القومي, وإيجاد الآلية القادرة على المواجهة بل والحسم لمعاركها .
ذلك أن الاستهداف وإن بدا للبعض أحادياً ومصوباً باتجاه ساحات معينة, إلا أنه يضع الجميع في فوهة النار, ويأخذ في حساباته المعلن منها أم السري المنطقة كلها من المحيط إلى الخليج, مشروعاً للاحتواء والتركيع والإلحاق وبسط الهيمنة ومصادرة القرار, وتصفية الصراع ترسيخاً لمشروع ) الدولة اليهودية (العرقية التي أكد بوش دعمه لها ولقيامها على أنقاض فلسطين وأشلاء أبنائها الذين يذبحون اليوم ويتعرضون والقضية المركزية الأم لأبشع عملية إبادة وتصفية.
من الواجب والظرف استثنائي أن تكون القمة استثنائيةً , وان تجسد بأعمالها وقراراتها أماني وطموحات الشارع العربي , الذي يأبى أن يكون في غير خندق العزة والشرف والكرامة, ومع خيار الصمود والمقاومة الأقل كلفة , الرافض لمنطق الاستسلام ولأي مس بالثوابت , أو التفريط بذرة واحدة من الأراضي والحقوق , باعتبارها مقدسات وخطوطاً حمراً غير مسموح لأحد الاقتراب منها , والمدخل العملي الوحيد للسلام العادل والشامل , الذي يغتاله التحالف الأميركي الإسرائيلي كل ساعة وكل يوم .