| بين الحقد واللحمسة أبجد هوز نعم أكتب أحياناً بحقد.فمثلاً حين أكتب بحقد عن توزيع أغذية فاسدة في السوق,فأنا أحقد على من يستهين بصحة الناس.وحين أكتب عن طرق محفّرة,فأنا أحقد على من نفذها تنفيذاً رديئاً ومن استلمها مقابل أجر,وأحقد على المؤسسة التي تراها هكذا وتتركها بلا إصلاح.هذا الحقدالذي أكتب فيه,هو الوجه الآخر للحب,أي أني أحب أن أرى كل شيء جميلاً في هذا البلد,الذي قدم أقدم حضارة وأقدم أبجدية في التاريخ.ولاأستطيع أن أرى بلداً أفضل منه.فما بالنا بمن يمتهن التحفير والتخريب في الكثير من القطاعات وينغص علينا حياتنا?ضمن هذا الإطار أنا كاتب حقود بامتياز.أمّا أنه لايعجبني شيء,فهذا مبالغ فيه.فمثلاً هناك الكثير من القرارات التي أعجبتني,أوبالأحرى لم أجد فيها ضرراً على الناس. مثلاً قرارات بدء التوقيت الصيفي والشتوي,وقرارات العطل وغيرها. والانطباعات المشكورة التي تصلني من شتى الأماكن,وإن كانت تشعرني بالسرور فإنها تحملني مسؤولية كبيرة,أتمنى أن أكون أهلاً لها. لهؤلاء أقول:الكتابة عندي ليست دفاعاً عن قضايا الناس,فلدينا مؤسسات رائعة تشتغل بالناس,أقصد تدافع عن الناس.الكتابة عندي ليست مهنة,بل إنها محاولة للتنفس,أو دفاع عن النفس. بعث لي أحدهم قائلاً:كم أخشى أن (تنتزع).حين كان أبي يرى هذا وذاك كيف حصّلوا وضعاً مادياً ممتازاً,بينما لم أستطع تحصيل عُشر ما حصلوه,ولم أدبر نفسي,كان يقول: خلص فواز انتزع.لم أستطع لا أنا ولاغيري إقناع (الختيار) الساكن في القرية أني لست أنا الذي انتزع.
|
|