وإذا كانت الاستقالة الشكل الأكثر تعبيرا عن الأبواب المغلقة التي وصل إليها الحوار داخل الإدارة الأميركية , فإن خطاب الاستقالة يشرح ما هو أبعد من ذلك ويصل حد الاتهام مرورا بالوضع المربك الحالي للسياسة الأميركية , وانتهاء بالفهم العام للاختلافات بين آراء العسكريين الأميركيين وسياسة الإدارة التي تجعله ينصرف عن المهمة, كما ورد في كتاب الاستقالة .
وحين يضاف إلى ذلك التسريبات التي تناقلتها وسائل الإعلام حول نقاط الخلاف التي حدت بالأميرال فالون للاستقالة , فإن الصورة تبدو أكثر وضوحا من أي وقت سابق , وفي مقدمتها أن الإدارة الحالية مازالت تصر على التعاطي مع مشاكل المنطقة بمنطق القوة الذي واجه فشلا ذريعا على أكثر من صعيد .
وبالتالي فإن الحديث عن تبدلات في السلوك الأميركي, لا يعدو كونه مجرد تكهنات واستنتاجات لا تستند على أي وقائع , ولا سيما حين تحضر البوارج الأميركية في أكثر من منطقة من العالم , في عودة إلى سياسة استعراض العضلات التي تبدو ورقة ما زالت إدارة الرئيس بوش مصرة على التمسك بها .
وفي وقت يقر الرئيس الامريكي جورج بوش بأن القوات الامريكية في العراق لم تحقق تقدما ملحوظا وان المكاسب التي تتحقق ضعيفة وهزيلة, ثمة أكثر من سؤال تطرحه استقالة الأميرال فالون , وفي هذا التوقيت بالذات .! حيث الأبواب المغلقة تخفي وراءها ما تخفيه .