| أكثر مما نطيق !! معاً على الطريق سيظل هذا المقطع من كلمة السيد الرئيس بشار الأسد أمام مؤتمر وزراء خارجية الدول الإسلامية نابضا ًبالحياة , باعثا ًللأمل والتفاؤل , دافعا لاجتهاد العقل في زمن التحنط والانغلاق , وحافزا ًلإصلاح الذات قبل لوم الآخر , ما دام ثمة من يرى في نفسه الند الكفوء لحوار الآخر والتواصل معه , بعيدا عن الظاهر المتعالي بلب خاوي , وعن اللب الغني بظاهر بائس ! كم صورة لنا , عربا ومسلمين , وصلت إلى الغرب مشوهة مزيفة , وكم منا , عربا ومسلمين أيضا , قدم نفسه إلى الغرب ممثلا عنا دون أن نوكله أو نكلفه .. وحتى دون أن نردعه , مدججا بالحماقة أو التعصب الأعمى , ومسلحا بالجهل والتخلف أو سوء السريرة , فأساء وشوه , ومضى بنا إلى حيث بتنا في عيون ذلك الغرب رموزا للإرهاب والقبلية الجاهلية , ناهيك عمن يغرض لنا في ذلك الغرب , ويبيت للعرب والمسلمين لغاية في نفسه أو في نفس إسرائيل ؟ كم صورة لنا لا تشبهنا , نزدريها نحن ولا نطيقها, لا تكشف عن ملامحنا ولا تعكس سرائرنا , حفظها الغرب في أرشيفه بأسمائنا , ووزعها جاهلا أو قاصدا للتعريف بنا والتعرف علينا , نمقناها بجهالة أقلامنا وبهت ألواننا , وروجنا لها بأيدينا , ثم طالبنا الغرب حانقين غاضبين , وبظاهر متعال ولب خاو , أن يرانا كما لو أننا الجمال فيها؟ هي مشكلتنا أيها السادة , أن نتخلص من عداواتنا البينية ومن ازدرائنا أنفسنا قبل ازدرائنا الآخرين , وأن نمد يد الند الكفوء لحوار الآخر والتعاون معه , ونسحب يد التعالي الخاوي ومثلها يد الالتحاق والتبعية على السواء . هي مشكلتنا في أن نعيد رسم صورتنا بقلم واحد وألوان واحدة , نقدمها بأنفسنا للغرب ولغيره في العالم , دون اجتهاد أحمق أو إغراض خسيس . خطوة قبل كل الخطوات .. وإلا فالدروب وعرة أكثر مما نطيق وننتظر!!
|
|