| صورة قائد إضاءات والتي كان سببها الرئيسي المواقف السياسية السورية المدافعة عن الحق العربي والمتمسكة بحرية القرار السوري وعدم ارتهانه للاجنبي. ولعل ابرز تلك الحواجز هو ما اتخذته بعض الدول الاوروبية بتأثير مزدوج امريكي اسرائيلي، فعمل سيادته على فتح كل الابواب والنوافذ ايمانا منه باهمية الانفتاح الكامل على العالم الخارجي واهمية الحوار في العلاقات بين الدول وثقته بصوابية الرؤية السورية وقوة تأثيرها في الساحة الدولية والوزن الحضاري لسورية، يضاف الى ذلك معرفته بنمط التفكير الاوروبي السياسي والثقافي والعوامل المؤثرة في الرأي العام ودور القائد السياسي في احداث تحول حقيقي في اتجاهاته من خلال حضوره الشخصي ومكوناته الفكرية والسياسية والثقافية. وعند الحديث عن الرأي العام الاوروبي ونظرته لقادة الشرق لا بد من الاشارة الى ان ثمة صورة نمطية تشكلت في المخيل الجمعي الاوروبي عن قادة الشرق، ساهم في رسمهاالمستشرقون وبعض وسائل الاعلام الغربية المتأثرة بالدعاية الصهيونية ،عززها السلوك الشخصي والاداء السياسي لبعض قادة الشرق ولاشك انها صورة سوداوية يغلب عليها نمط الحاكم المستبد اللاهث وراء السلطة والمستمتع بامتيازاتها وغير المتمكن من مفردات السياسة وأبجديتها. ومنذ زيارته الاولى لأوروبا فرض السيد الرئيس حضوره القوي والمؤثر على وسائل الاعلام الغربية والاجنبية عموما، رجل فكر وثقافة وحوار وليس رجل دولة فقط، وتعزز ذلك في كل الزيارات التي قام بها لدول العالم ولعل اقربها زيارته للنمسا ما جعله يستأثر باهتمامات وسائل الاعلام وكافة القوى المؤثرة في الاوساط الاوروبية كتابا واعلاميين وفعاليات اقتصادية واجتماعية ومنظمات المجتمع المدني ولمس ذلك كل من تابع ويتابع وسائل الاعلام الغربية التي أولت اهتماما غير مسبوق لزيارة السيد الرئيس ونشاطاته ولقاءاته المتعددة مع الاوساط الفاعلة في المجتمع النمساوي، واستمر ذلك الاهتمام بعد انتهاء تلك الزيارة ملحوظاً بشكل واضح في اوساط الرأي العام. ولعل اكبر دليل على ذلك هو نتائج الاستطلاع الذي اجرته احدى كبريات مؤسسات استطلاع الرأي العام الغربية ونشرته عبر وسائل الاعلام وشبكات الانترنت تبين فيه ان السيد الرئيس بشار الأسد يحتل المرتبة الاولى بين القادة العرب شعبية على مستوى الوطن العربي، وثاني اهم شخصية سياسية عالمية على الصعيد الدولي، والمعروف عن وسائل قياس الرأي العام في الغرب عموما موضوعيتها وعدم خضوعها لأي مؤثرات خارجية. لقد قدم السيد الرئيس صورة جديدة لقادة الشرق من خلال حضوره السياسي والفكري والثقافي قوة تأثيره التي تمتع بها والمتمثلة بقدرته على جذب اهتمام وسائل الاعلام والشخصيات المهمة والمؤثرة في الاوساط الاجتماعية والاقتصادية والاعلامية والتأثير في الوسط السياسي ،وكل ذلك مكن السيد الرئيس من رسم صورة جديدة لقادة الشرق في الذهنية الاوروبية واعاد الى الذاكرة الاوروبية صورة سورية الحضارية حاملة رسالة الشرق التي ساهمت بشكل كبير في تأسيس حضارة اوروبا وفلسفتها وقيمها التي ساهمت في عملية التنوير الغربي .
|
|