ألم يكن الأجدى به وبالقوى المسيطرة على قراره أن تصل إلى هذه النتيجة منذ الساعات الاولى للعدوان ، وتجنب غزة كل هذه المجازر والمآسي الانسانية؟!
بالتأكيد كان الأجدى به وبمن يسيطر على مشيئته أن يفعلا ذلك ولكن « اللا» الاميركية كانت بالمرصاد لأي تحرك يصب في هذا الاتجاه لتمنح اسرائيل مزيداً من الوقت لارتكاب أفظع المجازر المروعة بحق الشعب الفلسطيني الصامد لكسر إرادته، وفرض شروطها على أرض الواقع.
ولكن مع كل أسف وكما هي العادة عندما يتعلق الامر بالقضية الفلسطينية فقد حاول المجلس مرات عديدة خلال أيام العدوان الاجتماع، لكنه فشل في إصدار قرار يلزم هذا الكيان العدواني بوقف مجازره فوراً في غزة واكتفى بداية بالاستعاضة عن القرار بإصدار بيان رئاسي غير ملزم ، بسبب الموقف الاميركي الذي لا يمكنه إلا أن يكون تحت العباءة الاسرائيلية مدافعاً عن جرائم هذا الكيان مرة ومستخدماً الفيتو مرة أخرى.
فالبيان الرئاسي الذي لا يسمن ولا يغني من جوع ، كان حصيلة استنفار المجلس لأيام عديدة مع أن أحداً لم يكن يتوقع للمجلس أن يخرق القاعدة ويعاقب اسرائيل أو يهددها ويتوعدها أو أضعف الايمان اصدار قرار يلزمها بوقف العدوان.
واللافت في الانحياز الاميركي المفضوح للكيان الاسرائيلي والذي وصل إلى درجة غير مقبولة في العلاقات الدولية عبر عنها مندوب واشنطن لدى الامم المتحدة زلماي خليل زاد أنه اعتبر أن من يظن أن المجلس سيصدر قراراً حول غزة سيكون واهماً فظهر للعالم كله أن المجلس أداة طيعة بيد الولايات المتحدة ومطية لتحقيق استراتيجياتها ومصالحها ومصالح الكيان الاسرائيلي معها ، لأنه يستنفر قواه لحشد الآراء والمواقف لاصدار قرارات في قضايا أصغر من العدوان على غزة بكثير ورصد الميزانيات لجيوش منتشرة هنا وهناك في طول العالم وعرضه ، تحت ستار تحقيق الأمن والسلم الدوليين فيما يخرق الأمن والسلم في غزة وتستباح الحرمات وترتكب المجازر المروعة وتنتهك حقوق الانسان بأبشع الصور ولا يحرك ساكناً تجاهها وإن تحرك فحصاده « بيان رئاسي» أولاً ثم قرار بوقف النار بعد أن تكون اسرائيل قد أحرقت الاخضر واليابس .
ahmadh@ urach. com