| متطلبات السلام حدث وتعليق وزيرة الخارجية الاميركية التي تأتي هذا الاسبوع الى المنطقة تحت عنوان التحضير للاجتماع المزمع عقده الشهر القادم من غير المتوقع ان تحمل في جعبتها اي جديد من شأنه ان يخدم مشروع السلام المزعوم, لأنها في الاصل هي جزء من ادارة لا تهتم بالسلام وانما تعمل على مشاريع اخرى معادية للسلام ولاستقرار المنطقة. فالادارة الحالية هي صاحبة مشاريع اخرى كانت اعلنت عنها غير مرة ابرزها تقسيم المنطقة واعادة رسم خرائطها في اطار الشرق الاوسط الجديد او الكبير, فضلاً عن مشاريع الحرب والتفجير واثارة الفتن التي تلتقي جميعها على هدف حماية اسرائيل وضمان تفوقها وفرض السيطرة المشتركة على مكامن ثروات المنطقة ونهبها. هذه هي المشاريع الحقيقية التي تشتغل عليها ادارة بوش, ولم تعد خافية على أحد بعد ان سقطت كل الذرائع والاقنعة والأغلفة التي حاولت عبثاً تغليفها بها والعمل عليها تحت يافطات حملت زيفاً شعارات الديمقراطية والازدهار وحقوق الانسان. فمن يسعى للسلام والديمقراطية لا يشن الحروب العدائية ولا يتدخل في شؤون الدول ذات السيادة ولا يتجاهل ارادة شعوب هذه الدول في فلسطين ولبنان والعراق وافغانستان وايران و.. ومن يدعي السعي لتحقيق مشروع السلام في المنطقة عليه اولاً ان يعي بأن للسلام متطلباته, وان يبحث عن المعايير والادوات وان يحدد الاجندة والاهداف بالتشاور مع جميع الاطراف المعنية, وقبل هذا وذاك عليه ان يمتلك ارادة صنع السلام وان يبدأ بترجمة هذه الارادة اولاً بإقناع الآخرين بأنه يؤمن بالشرعية الدولية ويحترم قراراتها. ان على من يدعي الحرص والسعي الى السلام ان يمتلك هذه العناصر مجتمعة, فكيف يكون الحال اذا كان يحمل مشاريع ضد السلام ويفتقد الاهلية والمعايير القانونية والادوات والاجندة والاهداف ولا يرى سبيلاً الى تحقيق غاياته الامبراطورية إلا بالمعايير المزدوجة والحروب وغطرسة القوة وازدراء والغاء الشرعية الدولية المتمثلة بالأمم المتحدة?!
|
|