فلا تزال العامية تستهوي صانعي البرامج الرمضانية وفي مقدمتها تحية الإفطار الذي أطلق عليه في هذا العام أغنية صباح (مسيناكم) وكأن الذي اختار هذا العنوان للبرنامج يستحي من التحية الدارجة في الفصحى والعامية (مساء الخير), مع أن من يتابع البرنامج يلاحظ الخير العميم الذي يحف بالبرنامج من أوله الى آخره, ففيه ثلاث مسابقات وأحياناً أربع قيمة كل منها خمسة وعشرون ألف ليرة سورية يفوز بها المحظوظون أو المقربون حسب ظن أغلب المتصلين الذين فشلوا منذ بداية رمضان وحتى اليوم في الاتصال بالبرنامج لعل طرفا من خيره ينالهم.
وطبعاً هناك فرق بين أن نقول (مسيناكم) وبين (مساء الخير), لأن (مسيناكم) قد تكون للخير والشر, أما (مساء الخير) لا تكون إلا للخير, وتعد هذه الجملة تطورا مهما في التحية المسائية عن تلك التي كانت سائدة في الجاهلية (عمت أو عمتم مساء).
ولم تدخل جملة (مساء الخير) في العامية السورية فحسب, بل استلطفتها شعوب كثيرة خلال التلاقح الحضاري بيننا وبينهم, ومنهم الشعب الهندي العريق في الحضارة فيقولون في تحية المساء (شبا خير) المقتبسة عن العربية (مساء الخير), وكانت عنواناً لطيب الذكر شامي كابور في فيلم (جنكلي) واشتهرت في مطلع ستينات القرن الماضي على ألسنة الناس في كل أنحاء العالم, وكان بإمكان صانعي البرنامج استخدامها في برنامج بعنوان (مساء الخير) إذا عز عليهم أن يجدوا أغنية مناسبة في التراث الغنائي العربي.