تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


هـــل نـــام النواطيــر؟!

الافتتاحية
الأثنين 9-2-2009م
بقلم رئيس التحرير : أســـــــــعد عبـــود

المتغيرات قد لا تكون انقلابية بالكامل.. وقد لا تشغل الإعلام بمادة جاذبة مثيرة سريعة، هذا إن لم يتعمد بعض الإعلام أو أكثره تجاهلها أو توظيفها في إطار إثبات ما يقوله ويدعيه..

من المتغيرات التي لم يُفرد لها متسع من القول والعرض، وهي في الحقيقة لا تشكل انقلاباً بالكامل.. ولكن.. لها أهمية كبرى، ولا سيما إن استطاعت أن تحقق بعض التراكم.. أنك تسمع اليوم خطاباً عربياً «معتدلاً» ليس اشتقاقاً من الاعتدال بل استناداً إلى التوصيف الأميركي لأصدقائهم في المنطقة، يكاد يخرج عن إسرافه في «الاعتدال» ليرفع الوتيرة بشكل ما في وجه «إسرائيل».‏‏

خطابات سياسية عربية متعددة عرفتها فترة الأسبوع الماضي، معظمها تجرأ فاتهم «إسرائيل» جهاراً، و.. كفى..؟!‏‏

ماذا يعني ذلك...؟!‏‏

هل هناك تبدل في خُلُق «الاعتدال» العربي... بعد أن رفض العالم كله العدوان الإسرائيلي المجرم على غزة؟!.‏‏

قد لا يكون تبدلاً جذرياً.. وإلا لما وقفت الأمور عند بوادر تحسن ورفع وتيرة في الخطاب.. ربما كانت الحماسة أخذتهم أبعد.. باتجاه مقاطعة العدو مثلاً؟! مقاطعة تامة شاملة.. هل فكروا بذلك..؟ لا أظن.. حتى إنهم لم يتنازلوا عن اعتبار مثل هذه المطالبة بهذه المقاطعة ضرباً من السذاجة..‏‏

ما الذي حصل إذاً؟!‏‏

لم يتغير شيء إلا الغشاوة على العيون..!‏‏

غشاوة على عيون البعض جعلتهم يعتقدون أنهم يعيشون في عالم نام من فيه واستيقظت أميركا فقط..‏‏

وتأتي المقاومة لتريهم مالا تصدقه الأعين.. يوم في لبنان وآخر في غزة.. بل لتريهم ما هو أثقل على قلوبهم.. أن ذاك الشارع العربي وغير العربي ليس أبداً نائماً.. وحركته أذهلتهم.. بل ربما أصابتهم بالخوف.. على الأقل إلى درجة أن يرفعوا وتيرة الخطاب في وجه «إسرائيل» إلى حد ما..‏‏

هم لاذوا بأمجاد شعوبهم السابقة، دون اعتراف بفعلهم في قلب الاتجاه ربما 180 درجة..‏‏

كنتم.. نعم كنتم.. ونشعر بفخر الانتماء لما كنتموه.. أما اليوم.. فلا القناة تنتظر العابرين.. ولا سواتر الرمال تتحداها خراطيم تحملها السواعد العربية؟!.‏‏

تلك السواعد هي مفخرتنا.. وليست أبداً السواعد التي تعمّر السواتر على معابر غزة.. ولستم أبداً الورثة.‏‏

«هل نامت نواطير مصر عن ثعالبها»..؟!.‏‏

بأي حال.. نحن نقدر خصوصية الظرف التاريخي.. ومستعدون للمضي مع أي متغير إيجابي يطرح جديداً في المصالحة والتضامن العربيين.. وفي محاربة «إسرائيل».. ونهجنا المقاومة.. لأنه ببساطة هو الذي أحدث ذاك المتغير الذي أتحدث عنه وأعظم منه بكثير. .‏‏

ثوابتنا العربية..‏‏

أقول:‏‏

ثوابتنا العربية.. ولا أقول السورية..‏‏

من الذي سمح بتجاوز الثوابت العربية؟!‏‏

كيف ولدت الضرورة أن يعلن جيش عربي أن عدوه هو «إسرائيل»؟!‏‏

ألم يكن ذاك أمراً مسلماً به في كل الجيوش العربية؟!‏‏

جامعة الدول العربية وميثاقها ومؤتمراتها وكل الأدبيات السياسية الصادرة عنها.. هل تسمح بمجالسة العدو، والدم العربي لما يجف؟ لا أقول ذلك مجازاً..‏‏

اسألوا كل من قصد غزة: هل جف الدم العربي؟!‏‏

هل يسمح الوجود السياسي والحقوقي والقومي لجامعة الدول العربية أن يجالس أمينها العام الرئيس الإسرائيلي ويستمع إلى بذاءاته وكذبه واستهتاره بخراب غزة ودماء أبنائها..؟!‏‏

هل يسمح له أن يجالسه ويسمعه..؟!‏‏

هذا سؤال يسبق السؤال فيما إذا كان وجب أن يخرج مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، دعماً لموقفه.؟!‏‏

السؤال لجميع العرب الحاضرين:‏‏

ما الذي أجلسكم مع بيريس ترهفون السمع إلى ترهات الكذب الملونة بالدم.. وأي تجاوز أقدمتم عليه.. كلكم دون استثناء لأي أحد منكم..؟!‏‏

ولكل عربي كان هناك نقول: يوم دافوس كان يوم مذلتكم..‏‏

ما نعيشه لا أسميه صحوة.. نحن لم ننم.. لكنه كان يوماً لإعلان ما في ضمائرنا... فلا تحسبوها زوبعة وتنتهي.. ضمائرنا ستحرس الكثير مما ظننتموه بلا حرّاس.‏‏

عائدون نحن إلى مربعّنا الأول من العدو.. طالما هو لم يغادره.. هل تقرؤون رأي الشارع الصهيوني حول خيارهم الانتخابي والذي يشير بوضوح أنهم يتجهون لاختيار الأكثر وعداً بشراهة للدم العربي.‏‏

a-abboud@scs-net.org‏‏

‏‏

تعليقات الزوار

جلال |  hasanpavlova@gmail.com | 09/02/2009 07:01

هل هناك في الحياة مفهو م الإعتدال ؟ لا أبدا يوجد حق و يوجد باطل ,الخبر و الشر إما مع أو ضد . الحياة أكبر من أن نحتويها كل ما يدور في أوروبا و محاولة تجاوز الدور السوري في العملية السلمية كل هذا مصيره إلى الفشل . بالحقيقة أن أوروبا الآن في وضع لا تحسد عليه و حرج جدا لأنهم بالاساس أقاموا وضعا غير سليم في المنطقة و هو إنشاء دولة لا أساس لها و لا مستقبل فهم يردون من أن نتجاوب معهم و أن نكون شركاء, فكيف لنا بعد كل هذا أن نتجاوب معهم . نحن لا نستجدي أحد شيئا نحن نريد منهم أن لا يضعوا العصي في العجلات و يتركونا نرسم مستقبلنا الذي نراه . و هذا سيكون واقعا عاجلا أم آجلا و هم على دراية تامة بهذا.

أيمن الدالاتي - الوطن العربي |  dalatione@hotmail.com | 09/02/2009 08:42

كلما نشطت سورية في الحق العربي, تحرك المعتل العربي وتذكر شيئا من الثوابت العربية, وطبعا ليس لينتصر لها , بل ليزايد على سورية ولايتركها تسحب البساط من تحته, أي أن التحرك السوري الواعي يذكر المعتل العربي بالسقف الذي عليه أن يرفعه ولو قليلا ولو تمثيلا حتى لاتسقط ورقة التوت عنهم جميعا. لكن مع كل أسف فلا يكاد السقف يعلو إعلاميا حتى نر الخفض واقعا على الأرض, فمثلا كل هم مصر الآن وبهذه اللحظة هو تحقيق الإتفاق بين إسرائيل وغزة ولو إعلاميا فقط, وليس من أجل حماس ولاغزة ولافلسطين , بل من أجل أن ينجح باراك أو تنجح ليفني(أي بعكس مافعلته سورية تماما بعهد الرئيس حافظ الأسد , حيث أفشلت السفاح بيريز في الإنتخابات), وبعدها يقيني أن إسرائيل ستنقض الإتفاق بسرعة , وتعطي مصر بومبة كبيرة. وطبعا يستحق المعتل العربي مايحدث وماسيحدث له, إنما الخسارة أننا سنتلقى الصفعة معه, فالمصير واحد, وقد تركنا السفينة لربان متخاذل.

وفيق ، الضيعة |  مفرّق الجامعة | 09/02/2009 15:13

لااعتقد بان هذا المتهود الذي يسمى عمرو موسى ذكيا بشكل كافي لكي يترك القاعة وينسحب حتى.. تمثيلا .. على الاقل.. امام الحاضرين اولا والشعوب العربية ثانيا من اجل دعم اطفال غزة وايضا دعما لموقف السيد اردوغان واحتراما لنفسه ولكرامته ، لقد زار هذا الجائع للفطار والغدا والعشا.. اسرائيل اكثر من مائة مرة ايام كان وزيرا للخارجية داعما لها ولجرائمها ولمشروعها ولهيمنتها على مصر الحبيبة.. مصر والله زمان يا سلاحي الممنوع دخوله الى سيناء المحتلة , الا ان السؤال المحير هو كيف سمح لهذا الشخص بان يصبح رئيسا للجامعة العربية وهو الذي يحمل تاريخا طويلا في صداقته مع اسرائيل ودعمه المطلق لاتفاقية كامب ديفيد والتطبيع مع اسرائيل ، كان الاحرى به ان يتخذ موقفا شجاعا ووطنيا وقوميا ويحذو خزوا رئيس الوزراء التركي الشجاع(الغيرعربي) وينهي حياته السياسية بموقف لطالما كان هذا الموقف هو اضعف الايمان او المواقف .

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 أسعد عبود
أسعد عبود

القراءات: 766
القراءات: 791
القراءات: 772
القراءات: 862
القراءات: 719
القراءات: 839
القراءات: 784
القراءات: 834
القراءات: 763
القراءات: 805
القراءات: 705
القراءات: 801
القراءات: 794
القراءات: 759
القراءات: 805
القراءات: 939
القراءات: 672
القراءات: 976
القراءات: 1133
القراءات: 875
القراءات: 835
القراءات: 1154
القراءات: 1045
القراءات: 826
القراءات: 983

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية