تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الترميم، التفجير أم التسليم؟!

البقعة الساخنة
الاثنين 14-8-2017
علي نصر الله

في ذكرى انتصار تموز - آب 2006، وفي خضم الانهيارات الحاصلة بأغلبية محاور الاستهداف والعدوان الأميركي المُتواصل ضد مُكونات محور المقاومة، قد لا يكون مُجدياً أن تسأل الولايات المتحدة عن النتائج التي انتهى إليها مُخططها،

وربما لن ينفعها الاشتغال على مُحاولة ترميمه بعد أن تحطّم، وقد لا يكون مُفيداً بحثها عن المُخططات البديلة.‏

الحُطام المُتراكم لمُخطط العدوان الأميركي - الإسرائيلي - الوهابي - الإخواني على سورية ومحورها المُقاوم، هو أعظم من أن تنجح مُحاولة الأطراف والشركاء فيه القيام بفعل الترميم أو الإحياء، وهو أكبر من أن تتمكن قدرات واشنطن السياسية على احتوائه ومُعالجة تداعياته وما سيترتب عليه.‏

ما الخيارات المُتاحة أمام معسكر العدوان الذي تقوده الولايات المتحدة للخروج بأقل الخسائر والتكاليف التي تحفظ لأميركا ماء الوجه وليس مُهماً بقاموسها أن تُراعي ظروف وواقع مجموعة أدواتها؟.‏

منذ عدوان تموز على لبنان المُقاومة 2006 ألقت الولايات المتحدة بكامل ثقلها مُستخدمة كل أدواتها الإقليمية والدولية، ولم تنجح، وفي 2011 أطلقت أذرعها الإرهابية وجميع الحُثالات المُكونة لفصائل الإرهاب وتنظيماته، وأخفقت رغم حضورها وإسرائيل مباشرة في حالات وحالات، فإلى أيّ حدود تقلصت خياراتها؟.‏

على الأرجح تكاد تنحصر خيارات واشنطن اليوم بين التفجير والتسليم مع استحالة إمكانية اللجوء للترميم، ذلك أنه إذا كانت تحت ضغط سير حركة الميدان تبحث حالياً في سبل الانسحاب من الاستثمار بالإرهاب، فإنّ الفضائح المُتصلة بهذا المسار تحجب فُرص نجاح محاولة ترميم المشروع والمخطط.‏

وإذا كانت الولايات المتحدة غير جاهزة ولا مُستعدة للتقدم باتجاه التفجير الذي ستتجاوز مفاعيله قُدرتها على خوضه، فضلاً عن عدم قدرتها على تحمل نتائجه، فهل هي جاهزة أو مُستعدة لتقبل الهزيمة والانكسار، أو للقبول بخيار التسليم للآخر بقوته والاعتراف به نداً أو خصماً لا يُستهان به وينبغي عليها التصالح مع واقع وجوده والمُعادلات التي يفرضها حضوره؟.‏

لن نستعجل إعلان الانتصار على معسكر العدوان، ولا نبحث عن أدوات الضغط النفسي لنُفّعّل استخدامها ضد مُكوناته، غير أن مُجرد عرض وتظهير أزمة خيارات أميركا كمركز قيادة معسكر العدوان سيعني أننا أقوياء بما يكفي لنُعمّق أزمته، ونجعله يدرك أننا في سورية ومحور المقاومة ما زلنا نحتفظ بالكثير من أسباب القوّة التي ستكون كافية ليس فقط لمُواجهة خيار التفجير، وإنما لإسقاطه.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 علي نصر الله
علي نصر الله

القراءات: 12297
القراءات: 1622
القراءات: 1282
القراءات: 1442
القراءات: 1402
القراءات: 1212
القراءات: 1458
القراءات: 1319
القراءات: 1442
القراءات: 1524
القراءات: 1528
القراءات: 1598
القراءات: 1869
القراءات: 1243
القراءات: 1321
القراءات: 1260
القراءات: 1632
القراءات: 1445
القراءات: 1407
القراءات: 1488
القراءات: 1439
القراءات: 1464
القراءات: 1437
القراءات: 1742
القراءات: 1444
القراءات: 1323

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية