وفي سياق التعمية على حقائق النظرة والمفهوم في أغلب الأحيان، كجزء من الدلالة على مسار وتداعيات البحث عن أدلة تبرر ذلك الكم الهائل من النزوع إلى التطرف.
وإذا كانت الحرب الأداة الأكثر تعبيرا عن تجيير ذلك التطرف، فإن الانتخابات تكون عادة الميدان الذي يحسم مساحة ذلك التطرف في الساحة الإسرائيلية التي تميل تلقائيا نحو إفساح المجال ليأخذ حصته وحصة الأصوات الأخرى كانعكاس لذلك التجيير من جهة، وتلخيص لواقع إسرائيلي يغالي في تطرفه.
اللافت أن خيارات الإسرائيليين اليوم تدور بين مجموعة فاشلين في تقديم أسس لوعود أطلقوها، لتأجيج مساحة التطرف في الداخل الإسرائيلي، وجميعهم كانوا في الحصيلة منبوذين سابقين من الحلبة السياسية الإسرائيلية في زمن ليس ببعيد.
وحين تكون الخيارات محصورة بين فاشل سابق وآخر حاضر وثالث لاحق ثمة مفارقة لا تخفى على الإسرائيليين أنفسهم تجعل من شهية التطرف الأعمى العنصر الوحيد القادر على جذبهم نحو صناديق الاقتراع، وهم يدركون سلفا أن لا حلول في كل الأشخاص القائمين.
وهكذا تتوالد الأزمة بين سياسات تقود الفاشلين إلى أن يكونوا خيارات الإسرائيليين، وورقتهم الوحيدة مدى القدرة على اجتذاب أصوات المتطرفين مقابل نكوص غير مسبوق للأصوات التي سميت في زمن ما بالمعتدلة أو الأقل تطرفا.
نتنياهو المهزوم في الحلبة السياسية الإٍسرائيلية بعد أول تجربة في رئاسة الحكومة يواجه خلفا لم تكن تجربته أقل هزالا، مقابل فشل ليفني في تشكيل حكومة رغم الأجواء المواتية.
خيارات تتقاذفها شهوة التطرف وتعلن قبل أن تفتح صناديق الاقتراع أن الفائز هو التطرف، والخاسر الحقيقي وإلى اجل آخر سيبقى السلام الذي لم يستسغه الإسرائيليون حتى اللحظة.