تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الدخان الأبيض والأسود

حـدث وتعــليـق
الثلاثاء 10-2-2009م
ناديا دمياطي

إلى المجازر يشدنا المشهد عندما تطلق اسرائيل الدخان الاسود معلنة انتخاب رئيس وزراء جديد ليقود قطيع ذئابها المتعطش للدم الفلسطيني.

فهذا الدخان الاسود اشارة الرضى عن الطاقم الحاكم القادم ليكمل سرقة ماتبقى من الكعكة الفلسطينية الدسمة واعداً بالقضم والهضم للارض والحقوق ومقسماً على انكار السلام وكأنه من المحرمات التوراتية ومتوعداً باجبار الفلسطيني على القبول بفتات الكعكة دون الحق برفضها.‏

لكن الفلسطيني الذي قاوم جريمة الاحتلال منذ النكبة، بدأ يفرض حقائق تبدو عصية على غرور اسرائيل التي كانت تعتقد ان الكرة الارضية تدور لاجلها وأن الغرب الذي أهداها الكعكة سيظل يغدق عليها، متجاهلة ان الصمود البطولي لغزة في وجه المحرقة غيّر المعادلة تماماً وكتب بداية جديدة للصراع وان الصحوة العالمية تجاه القضية الفلسطينية هي الزمن القادم الاكيد، وان المشهد الاقليمي لم يعد يلعب لصالحها وبأن هناك دولاً وعلى رأسها سورية ستظل تدعم المقاومة الشريفة للاحتلال مهما طال الزمن.‏

هذه حقائق فرضتها غزة المقاومة على العدو وعلى من يتخفى وراءه وعلى العالم، فوقائع الابادة المعلنة جعلت أحدهم يقول لقد شاهدت جحيم دانتي بذاته في غزة، هذا الجحيم الذي فتح الطريق لمحاكمة قادة اسرائيل كمجرمي حرب بعد أن لامست غزة بصمودها الضمير العالمي فكانت الصحوة والتعاطف والتأييد للقضية الفلسطينية وكانت الادانات لمرتكبي جريمة العصر.‏

نعم لن يستطيع أحد بعد الآن ان ينكر ان غزة هزمت بدماء شهدائها وزير الحرب الاسرائيلي الارهابي أيهود باراك الذي يعتبر نفسه الجنرال الاهم في تاريخ كيان الاحتلال.‏

اليوم تطلق غزة دخانها الابيض في توقيت دولي ساعي لربيع سياسي مبكر وللتغيير ولدفن ارث بوش، لقد غيرت المعادلة باسقاطها ورقة التوت عن عملية التخدير منذ أوسلو حتى أنابوليس.‏

نعم تطلق غزة دخانها الابيض مع استمرار اطلاق صواريخ المقاومة على المستوطنات الصهيونية لانهاء الاحتلال، هذه الصواريخ التي وحدها تفهم لغة الرد على القادم الجديد لهرم السلطة في اسرائيل من الداعين إلى قتل العرب وذبحهم.‏

وهاهم مطلقوها من جميع الفصائل الفلسطينية بدؤوا يستقطبون اعترافاً دولياً بشرعيتهم بعد أن عجزت سياسة المجازر والمفاوضات العبثية وازدواجية المعايير عن دفن قضية شعب سرقت أرضه منه وظل يقاوم المحتل مؤمناً بأن نصره لم يعد بعيداً.‏

تعليقات الزوار

وفيق،الضيعة |  ليفي النازية ونتنياهو الفاشي | 10/02/2009 15:20

اسرائيل لم و لن تشعر يالامان والاطمئنان وبما انها تعرف انها ايلة للزول لا محال فهي اولا تقدم على المجازر بحق العرب، ثم عدم القبول او الاعتراف بمتطلبات السلام.. الا اذا وافق اتفاقية كامب دفيد التي تستطيع اسرائيل من خلال بنودها الغير طبيعية احتلال سيناء في خمسة دقائق رسميا واقول رسميا لانها ماتزال تسرح وتمرح بها سواء من خلال الاستثمارات الكبيرة او السياحة الدينية او بسرقة بترولها بدولارين للبرميل او المتر المكعب للغز الا ان الاسوء من ذلك هو احتلالها للحكومة المصرية ورئيس جمهوريتها بحيث تملي عليهم بما تريد ويستطيع اي زائر اسرائيلي سواء كان مسؤولا او مواطنا ان يدخل مصر دون تأشيرة دخول مسبقة .نتنياهو المجنون يقول في حملته الانتخابية بانه لن يعيد الجولان؟ وكأن الجولان اصبحت ملكا له ولطائفته ، بحيث لم يدرك او لايريد ان يدرك ان اصدقائنا في المقاومة اللبنانية والفلسطينية يستطيون جعل حياته جحيم يستطيع بعدها ان يسرق حكومته مع زوجته التي كانت ومازالت تشترك معه في ملف الفساد ، فاي ديمقراطية هذه التي يتحدثون عنها ، نفس الوجوه نفس المجرمين نفس الحرامية منذ انشاء هذا الكيان . الجولان عائد دون شروط ، اما هم فعائدون الى اوربا الى القارة التي اتوا منها .سواء الان او بعد مائتي عام .

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 ناديا دمياطي
ناديا دمياطي

القراءات: 1647
القراءات: 917
القراءات: 875
القراءات: 1085
القراءات: 875
القراءات: 984
القراءات: 987
القراءات: 1107
القراءات: 944
القراءات: 974
القراءات: 1074
القراءات: 982
القراءات: 1011
القراءات: 1121
القراءات: 1083
القراءات: 1032
القراءات: 1065
القراءات: 1991
القراءات: 1036
القراءات: 1203
القراءات: 1055
القراءات: 1081
القراءات: 1040
القراءات: 1082
القراءات: 1128

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية