| الدخان الأبيض والأسود حـدث وتعــليـق فهذا الدخان الاسود اشارة الرضى عن الطاقم الحاكم القادم ليكمل سرقة ماتبقى من الكعكة الفلسطينية الدسمة واعداً بالقضم والهضم للارض والحقوق ومقسماً على انكار السلام وكأنه من المحرمات التوراتية ومتوعداً باجبار الفلسطيني على القبول بفتات الكعكة دون الحق برفضها. لكن الفلسطيني الذي قاوم جريمة الاحتلال منذ النكبة، بدأ يفرض حقائق تبدو عصية على غرور اسرائيل التي كانت تعتقد ان الكرة الارضية تدور لاجلها وأن الغرب الذي أهداها الكعكة سيظل يغدق عليها، متجاهلة ان الصمود البطولي لغزة في وجه المحرقة غيّر المعادلة تماماً وكتب بداية جديدة للصراع وان الصحوة العالمية تجاه القضية الفلسطينية هي الزمن القادم الاكيد، وان المشهد الاقليمي لم يعد يلعب لصالحها وبأن هناك دولاً وعلى رأسها سورية ستظل تدعم المقاومة الشريفة للاحتلال مهما طال الزمن. هذه حقائق فرضتها غزة المقاومة على العدو وعلى من يتخفى وراءه وعلى العالم، فوقائع الابادة المعلنة جعلت أحدهم يقول لقد شاهدت جحيم دانتي بذاته في غزة، هذا الجحيم الذي فتح الطريق لمحاكمة قادة اسرائيل كمجرمي حرب بعد أن لامست غزة بصمودها الضمير العالمي فكانت الصحوة والتعاطف والتأييد للقضية الفلسطينية وكانت الادانات لمرتكبي جريمة العصر. نعم لن يستطيع أحد بعد الآن ان ينكر ان غزة هزمت بدماء شهدائها وزير الحرب الاسرائيلي الارهابي أيهود باراك الذي يعتبر نفسه الجنرال الاهم في تاريخ كيان الاحتلال. اليوم تطلق غزة دخانها الابيض في توقيت دولي ساعي لربيع سياسي مبكر وللتغيير ولدفن ارث بوش، لقد غيرت المعادلة باسقاطها ورقة التوت عن عملية التخدير منذ أوسلو حتى أنابوليس. نعم تطلق غزة دخانها الابيض مع استمرار اطلاق صواريخ المقاومة على المستوطنات الصهيونية لانهاء الاحتلال، هذه الصواريخ التي وحدها تفهم لغة الرد على القادم الجديد لهرم السلطة في اسرائيل من الداعين إلى قتل العرب وذبحهم. وهاهم مطلقوها من جميع الفصائل الفلسطينية بدؤوا يستقطبون اعترافاً دولياً بشرعيتهم بعد أن عجزت سياسة المجازر والمفاوضات العبثية وازدواجية المعايير عن دفن قضية شعب سرقت أرضه منه وظل يقاوم المحتل مؤمناً بأن نصره لم يعد بعيداً.
|
|