قبل المؤتمر وأثناءه وبعده كان هناك مزاج واحد طبع مواقف نتنياهو وباراك وليفني، هوالتطرف ولاشيء سواه، كل منهم يسابق الآخر وفي داخلهم كما في داخل كل ناخب إسرائيلي متطرفٌ اسمه أفيغدور ليبرمان.
وسط هذه المزيدات تجري اليوم الانتخابات الإسرائيلية لتكون واحدة من أخطر انتخابات للكنيست وأكثرها اتجاهاً نحو التطرف واليمين الرافض لمبدأ السلام بالمطلق.
مؤتمر هرتسليا أعطى مؤشراً مهماً بسبب من أهميته في حياة الكيان الارهابي، وهو إذ يقدم معطيات خطيرة ويرسم خطاً شديد التطرف لانتخابات الكنيست فإنما يؤشر بوضوح الى المزاج الإسرائيلي العام الذي يعيش رهاباً تجاه السلام وحالة موغلة في التطرف والعنصرية.
وتسابق المتنافسين في التعبير عن المواقف المتطرفة لاستمالة الناخبين يؤكد سيطرة هذا المزاج، وحصول ليبرمان كرمز من رموز التطرف على 19 مقعداً حسب استطلاعات الرأي دليل جديد يفضح حقيقة إسرائيل وجوهرها العنصري.
الاسرائيليون متطرفون،لكن تقدم الأشد تطرفاً إذا كان له من دلالة فإنه يدلل على أن إسرائيل لم تغادر المربع الأول، وهي إذ تجاهر بذلك تلويحاً بالحرب والعدوان ورفضاً قاطعاً للسلام، فإنما بسبب من تراجع الموقف العربي وتدهوره الى الحدود التي يخشى فيها البعض حتى من الرد السياسي أو الاعلامي على تصريحات ليفني!!.
آخر ما قالته ليفني في مؤتمر هرتسليا:«علينا رسم خط بين معتدلين يمكن التعامل معهم ومتشددين على إسرائيل محاربتهم»،فهل وصلت الاشارة،وهل قرأ «المعتدلون» العرب المؤشر،أم أن بعضهم بات أعجز من أن يخفي مساهمته في رسمه وتكوينه؟!.