تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


بالقطع السوري.. المصارف بالأبيض والأسوَد..

مصارف وتأمين
الخميس 24-1-2013
علي محمود جديد

 ثلاثة مصارف صغيرة قياساً بالمصارف العادية، اثنان جامدان وواحد بارد، ومع هذا بطبيعة الحال ثلاثة طواقم إدارية كاملة متكاملة ثلاثة مجالس إدارة وثلاثة ملاكات، ثلثاها يقعد ولا يقوم، والثلث الآخر يقوم ويقعد..!

هذا الكلام نراه مجسداً في حياتنا المصرفية من خلال مصارفنا الثلاثية العزيزة فعلاً، وهي المصرف الصناعي، ومصرف التسليف الشعبي، ومصرف التوفير.‏

فالمصرف الصناعي متوقف عن الإقراض لقلة الحيلة وينوء تحت وطأة ديون متراكمة بالمليارات نتيجة تخلف أو عدم قدرة الصناعيين والمستثمرين – وهم زبائنه الرئيسون – على تسديد أقساط قروضهم في معمعة هذه الحرب التي تدور رحاها على الأراضي السورية، وكذلك مصرف التسليف الشعبي، فلم يسعفه اسمه ( التسليف ) بأن يكون قادراً على تسليف أحد في مثل هذه الظروف أيضاً، وأمام الشروط التي يفرضها مصرف سورية المركزي على المصارف بالكامل، والتي تعتبرها أغلب المصارف قاسية ومُبالغا فيها، في حين يعتبرها المركزي غير ذلك – كما صار معروفاً – ويتخذ منها سبيلاً يراه ضرورياً من أجل الحفاظ على ودائع الناس وتأمين عملية تأديتها عند الطلب ودون تلكّؤ، أما مصرف التوفير فبعد أن توقف لأشهر عديدة عن الإقراض أيضاً فعاد مجدداً لاستئنافٍ جزئي لقروضه بعد أن استطاع تلبية شروط المركزي والنفاد منها، ولكن هذه الحرب القذرة أثّرت عليه بشكل طبيعي وبقي منكمشاً في منح قروضه، حيث اكتفى بالقروض الشخصية بعد أن خفّض سقفها كثيراً عن السقف الذي كان يعتمده قبل الحرب.‏

إذاً ثلاثة مصارف يعمل منها واحد بشكل منكمش والمصرفان الآخران يتفرّجان وينتظران رحمة المودعين والمدينين والمركزي معاً.‏

هذه المصارف الثلاثة من المفترض أن يكون رأسمالها قد وصل الآن إلى ثلاثين مليار ليرة سورية بواقع عشرة مليارات لكل مصرف، استناداً إلى القانون ( 25 ) لعام 2009 الذي زاد رأس المال الاسمي لكل مصرف من هذه المصارف الثلاثة من ( 1,5 ) مليار إلى ( 10 ) مليارات ليرة خلال ثلاث سنوات، وقد انقضت هذه السنوات الثلاث الآن، وفي الواقع فإن رأسمالها مجتمعة الآن والبالغ ( 30 ) مليار ليرة، لا يصل إلى حجم رأسمال مصرف عادي، فالمصرف التجاري السوري مثلاً يصل رأسماله إلى ( 70  ) مليار ليرة، ما يعني أن هذه المصارف الثلاثة ( الصناعي والتسليف والتوفير ) لو دُمجت مع بعضها يبقى رأسمالها أقل بكثير من رأسمال التجاري، ما يعني أن اندماجها – لو حصل – لن يُشكّل ذلك الرأسمال الضخم الذي تصعب إدارته من قبل إدارة واحدة، بل على العكس فإن هذا الرأسمال الثلاثي يُشكّل امتيازاً جديداً في تراكم رأس المال للبنك الجديد، فضلاً عن كون الاندماج يساهم – حسبما يرى بعض المصرفيين المختصين –  في تحقيق وفورات الحجم الكبير في عمليات التشغيل المصرفية نتيجة استغراق التكاليف الثابتة للعمليات في عدد كبير جداً من العمليات المصرفية وزيادة مقدرة البنك الجديد على توظيف واستخدامات الأموال، ويصير لاعباً أساسياً في السوق، كما يصير قادراً أكثر في الحصول على التطبيقات والتقنيات التكنولوجية المصرفية الحديثة الأمر الذي قد يساعده في عدم الاعتماد على العنصر البشري بشكل متزايد ما قد يسهم في تحقيق بعض الوفورات ، وهذا كله قد يجعل من مثل هذا البنك الجديد قادراً على منح القروض بشكل أفقي أوسع .. فما رأيكم بالتفكير في دراسة دمج هذه البنوك الثلاثة، لنرى بعد ذلك مزايا هذه الخطوة السلبية والإيجابية .. وبالأبيض والأسود..؟.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 علي جديد
علي جديد

القراءات: 11434
القراءات: 848
القراءات: 824
القراءات: 832
القراءات: 888
القراءات: 869
القراءات: 854
القراءات: 858
القراءات: 896
القراءات: 913
القراءات: 831
القراءات: 911
القراءات: 920
القراءات: 895
القراءات: 1021
القراءات: 954
القراءات: 925
القراءات: 994
القراءات: 937
القراءات: 1014
القراءات: 908
القراءات: 987
القراءات: 1003
القراءات: 1009
القراءات: 1070
القراءات: 1061

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية