تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


هل تقرأ لي؟

معا على الطريق
21-2-2020
ديب علي حسن

زرعك اليوم، حصادك حين وقت قطف الثمار، في البشر، أو الشجر والحجر، وكل شيء وربما أكثر الزراعات صعوبة وحاجة إلى المتابعة، هي زراعة الإنسان والعمل على تربيته وتوجيهه منذ نعومة أظفاره إلى أن يغدو يافعاً قادراً على أن يكون فاعلاً في المجتمع الذي يعيش فيه،

من هنا كانت الإستراتيجيات التربوية والقيمية تعنى جيداً بهذا الجانب التربوي، وتوليه القدر الكافي من العناية، تتابعه بكل صبر وأناة إلى أن يشتد العود، وتبدأ مسؤوليات أخرى من مؤسسات المجتمع، في التعليم العالي، أو غيره.‏

ولا ينكرنّ أحدٌ أن الدولة السورية قدّمت للطفولة ما لا يمكن أن يقدر بثمن، وتجاوزنا في الكثير من الجوانب دولاً كانت تعدّ نفسها في مصاف الدول المتقدّمة حضارياً، وتعليمياً، لم يبق طفل صغير خارج دائرة العناية به، تربوياً وصحياً، ومتابعة ملحّة، إلى أن كانت الحرب المسعورة على سورية التي استهدفت الجميع بلا استثناء، امتدت يد العدوان إلى المقدرات السورية كافة، مدارس وجامعات، وبنى تحتية، وغيرها.‏

وكانت الطفولة في رأس القائمة المستهدفة، عمل رعاة الإرهاب ومشغلوه على العديد من الخطط التي تستهدف الأجيال القادمة، فحين تحرم الطفل من مدرسته، أو منزله، أو أهله، فأنت تضعه في بؤرة أقل ما يقال فيها إنك ستقوده إلى الجانب المظلم الذي يعني أنه في يوم من الأيام سيكون وبالاً وشرّاً عليك، وعلى الوطن.‏

سورية التي خلت من شلل الأطفال بفضل جهود الرعاية الصحية، وخلت من أمراض أخرى كثيرة بفعل التحصين المسبق، مازالت ترعى وتحصّن وتعمل على مختلف الجبهات، وهذا بفضل مؤسساتها، وما تقدّمه للبنية الاجتماعية.‏

في هذه المرحلة الصعبة والحساسة من تاريخنا، وكفاحنا، ومقاومتنا، لا يمكن لأي مؤسسات مهما كانت كبيرة وضخمة أن تقوم بما يجب، ولاسيما أن الحصار كارثي وكبير، من هنا يجب على المؤسسات الأهلية القيام بدور مهم وفاعل في توجيه وتربية الجيل، ودفع أطفالنا إلى المدارس، لا العمل على استقطابهم ليكونوا (صبية) عند صاحب مصلحة ما، انتشرت هذه الظاهرة كثيراً، عند كل صاحب مصلحة تجد طفلاً ترك المدرسة، يكلف بما لا يطاق، أمس بمكان قريب، طفل يقترب مني وعلى وجهه مسحة حزن وخجل: (عمو ممكن تقرأ لي شو مكتوب هنا..)؟‏

نعم، فعلت ذلك، بعمر الورد هذا الطفل الذي ربما لا يتجاوز الثالثة عشرة من عمره، يهرع مسرعاً، سأبدل ما معي، ليس الذي أوصاني عليه معلمي، أطفال بعمر الرياحين، يتم استغلالهم بأبشع الصور، يخرجون من المدارس إلى سوق العمل الرخيص من مستغليهم، هذه الظاهرة التي يجب أن تقمع بقوة، لا يمكن لمؤسسات الدولة وحدها فعل ذلك، بل هي مسؤولية جماعية، ولا أحد منّا خارج دائرتها، ولاسيما من يؤسسون جمعيات تحت مسميات الرعاية الاجتماعية والإنسانية.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 ديب علي حسن
ديب علي حسن

القراءات: 753
القراءات: 758
القراءات: 783
القراءات: 673
القراءات: 689
القراءات: 773
القراءات: 838
القراءات: 780
القراءات: 653
القراءات: 854
القراءات: 755
القراءات: 732
القراءات: 721
القراءات: 740
القراءات: 721
القراءات: 674
القراءات: 836
القراءات: 695
القراءات: 768
القراءات: 743
القراءات: 810
القراءات: 777
القراءات: 800
القراءات: 721
القراءات: 766

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية