وهذه الأسئلة عبر حقب مختلفة كانت حاضرة كلما دعت الحاجة للحديث عن الترجمة ولاأعتقد أنها غائبة اليوم بل تبدو أشد إلحاحاً من أي وقت مضى في عصر لاتعوزه الاشكالية الثقافية والفكرية ولاجذور الصراع المتنامي على أشده في جوانب تبدو فيه الترجمة جزءاً لايتجزأ من ذلك الصراع.
ولايخفى علي أحد حدود ومساحة الاستخدام الفعلي للترجمة .... ولاالتوظيف المبرمج لها لتكون ذلك الاطار الخفي لحلقة أخرى من الغلبة المسكوت عنها توافقاً أو تواطؤاً لكن ذلك لايمنع بأي حال إعادة طرح المسألة من منظور آخر مختلف وهو يتعلق بالجوانب الفكرية والثقافية للترجمة وأبعاد حضورها في المشهد الثقافي وخصوصاً لجهة الحراك الذي أحدثته سابقاً ومايمكن أن تقوم به لاحقاً .
وهذا يتلاقى في أحد جوانبه مع الحديث المتكرر عن ذلك الدور من منظور الايمان بفعاليته ومساحة مساهمته في تحفيز حركة التبادل الثقافي بين الشعوب والحضارات والأمم على اختلاف مشاربها واهتماماتها.
من هنا لاتقتصر المسألة على فعل آني أدته وتؤديه ولاهي مجرد فعل ميكانيكي يكتفي بنقل النص بحرفيته وجموده بل تقدم ماهو أهم من ذلك بكثير عبر المعارف والخبرات التي تجيز انتقالها.
وفي ملف اليوم ثمة آراء تستحق التوقف عندها بحكم التجربة والخبرة التي اكتسبتها زمنياً ومكانياً إضافة إلى ماقدمته عبر نماذج لاتزال حاضرة حتى اللحظة في الذهن.