تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


في قلب الاستراتيجيا الإسرائيلية

قضايا الثورة
الثلاثاء 27/12/2005م
محمد علي بوظة

لم تكن مستغربة تلك الحالة الهيستيرية الحاقدة التي قوبل بها تحرك الجامعة العربية, ممثلة بأمينها العام السيد عمرو موسى في اتجاه الساحتين السورية واللبنانية, في إطار الجهد لإزالة التوتر في العلاقات بين البلدين, من قبل بعض الأطراف المحسوبة اليوم على ما يسمى (تيار المستقبل), وما كانت يوماً على وفاق معه ومع الأب الروحي المؤسس رفيق الحريري الذي اغتالته يد الإجرام, إلا في إطار المصلحة واقتناص أكبر قدر من المكاسب والمغانم.

فجنبلاط وبعض أركان ونواب حزبه الذين أوكلت إليهم على ما يبدو, مهمة تناول الأمين العام للجامعة والتطاول والتهجم عليه, والتشويش على المسعى الذي يقوم به والإساءة لمضامينه عبر حملات واسعة من الشائعات والأكاذيب والتلفيقات, تزعم جميعها بأن هناك (صفقة) ومحاولة لطي جريمة اغتيال الحريري, هذا الرجل سجل وزمرته حالة طلاق مع العروبة وبات اليوم في قلب الاستراتيجيا الإسرائيلية-الأميركية, التي تقول إن مصلحتها تكمن في إيجاد شرخ في العلاقات السورية- اللبنانية ورأس الحربة الضاربة لها, مع الأخذ في الاعتبار الآليات الموضوعة لبلوغ هذا الهدف, والتي تتخذ من جرائم الاغتيال والتفجير وإشاعة الفوضى والتعطيل للحياة وللمؤسسات, ومناصبة العداء لسورية ورمي الاتهامات المعدة مسبقاً باتجاهها وبعيداً عن الجهة المرتكبة فعلاً لهذه الجرائم, والمستفيدة الوحيدة منها وباستبعاد يتجنب حتى مجرد ذكرها وهي إسرائيل الوسيلة لذلك.‏

لقد أسفّ (وليد) في إظهار شخصيته غير السوية كإنسان مريض محكوم بالعقد, وانتهازي غبي لا يتقن فن السياسة وقراءة التاريخ قدر ما يجيد السباب لغة أبناء الشوارع, والتزوير والاتجار بالدم والتودد وإسداء الخدمات المدفوعة الأجر سلفاً وبسخاء, للأسياد الجدد في الداخل والخارج ولعب الدور المرسوم والمفضوح في إدارة الأزمة, وجر لبنان واللبنانيين إلى الفتنة وأفخاخ مؤامرة التدويل والوصاية والسلخ, تلك التي لم تستطع إسرائيل ولا القوة العظمى الداعمة لها أميركا, أن تحققها بالقوة العسكرية والعدوان المباشر طيلة عقود, وبعقلية تجهد لمشاركتهما في الثأر والانتقام وإخراج هذا البلد من معادلة الصراع, وتحويله إلى رأس جسر وخنجر في الخاصرة السورية-العربية.‏

إذاً فجنبلاط الذي لا يمثل سوى نفسه ومعه سماسرته وأولئك المتباكين على (الحقيقة) لكن بوجهها المسيس, رافعي شعارات (الحرية والسيادة والاستقلال) الذي لا يجيدون لفظه إلا مجتزءاً وعلى دفعات ومغلوطاً مهموزة قافه, قد حسموا أمرهم وأغلب الاعتقاد منذ ما قبل جريمة الاغتيال, وبتوظيف فوري مبرمج لها لمصلحة الانخراط في المشروع الصهيوني, وفي اتجاه الشحن والتعبئة والتصعيد لسياسة الكذب والتضليل والتجهيل, والاستعداء ضد سورية ومحاولات تجريمها ومعاقبتها وتركيعها بموجب قوانين المحاسبة الأميركية, طمساً للحقيقة وتغييباً لها باعتبارهم والأطراف الخارجية التي يستقوون بها المتأذين من تبيانها,خصوصاً وأن مسرحيتهم الدرامية تكشفت خيوطها وشخوصها, ووضعتهم وجهاً لوجه أمام العالم والشعب اللبناني الذي لا يدرون ما يقولون له, ويتعمدون استغباءه ومشاغلته بارتكابات وجرائم وحماقات أخرى لم تعد محاولات لصقها بسورية تجدي.‏

هم معنيون باستقبال رايس والسفير الأميركي فيلتمان وغيرهما من شخوص الوصاية والتدخل والتدويل, وفتح الساحة مشرعة أمام استباحة أجهزة الاستخبارات المركزية الأميركية والموساد وعملائهما, وتلقي التعليمات والتوجيهات بل وتنفيذها عملاتياً على الأرض جنوحاً بلبنان, ووصولاً لإغراقه في الحرائق والفوضى وتجريده من ورقة المقاومة القوة وسلاحها, ومحاصرة سورية توطئة للانطلاقة الأعم والأشمل نحو المنطقة وباتجاه تسويق مشروع (الشرق الأوسط الكبير), وليسوا معنيين بالترحيب بموسى وغيره من العرب ولا بأي جهد يصب في خانة الإبقاء على الجهد, منصباً على معرفة الحقيقة وإعادة تصويب البوصلة ووضعها في الاتجاه الصحيح, الذي يميز ولا يخلط بين العدو والصديق وما بين الشقيق الحريص والمضحي بلا حدود, من أجل سلامة وأمن واستقرار لبنان ووحدة أرضه وشعبه, وتلك القوى التي اختبرت ساعة كان يحترق ولم تألُ جهداً مع إسرائيل من أجل صلبه.‏

تعليقات الزوار

أيمن الدالاتي |  dalatione@hotmail.com | 26/12/2005 13:31

صبية لبنان بقيادة المنفلت جنبلاط والمسخ الحريري لايريدون حلا عربيا ولارؤى سورية ولانهجا إسلاميا, بل يرحبون بتأمرك لبنان وتغريبه ميوعة وعبثا, إنهم عشاق الدولار الفاسد. اليوم ربما جاءتهم توجيهات الصهينة في البهدلة, بأن ادخلوا المرحلة التالية وهي الهدف اللبناني الحقيقي لأصحاب القناع الغربي: هاجموا حزب الله. حال سماعه لمعلمه الصهيوني تناسى البهلوان جنبلاط بسرعة تمثيليته التي أضحكنا بها عليه لحد المسخرة بالإستجارة بحزب الله خوفا على سلامته الشخصية, وانطلق اليوم هذا القزم الغير سوي ليتطاول على حزب الله..ولك من تكون أنت أمام هذا الصرح الإسلامي الرائع؟.

علي |    | 27/12/2005 12:29

يسلم تمك

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 محمد علي بوظة
محمد علي بوظة

القراءات: 1049
القراءات: 963
القراءات: 1035
القراءات: 1047
القراءات: 996
القراءات: 1015
القراءات: 1055
القراءات: 1024
القراءات: 1091
القراءات: 1144
القراءات: 1123
القراءات: 1030
القراءات: 1115
القراءات: 1143
القراءات: 1118
القراءات: 1141
القراءات: 1142
القراءات: 1203
القراءات: 1224
القراءات: 1184
القراءات: 1157
القراءات: 1148
القراءات: 1164
القراءات: 1252
القراءات: 1212

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية