| في قلب الاستراتيجيا الإسرائيلية قضايا الثورة فجنبلاط وبعض أركان ونواب حزبه الذين أوكلت إليهم على ما يبدو, مهمة تناول الأمين العام للجامعة والتطاول والتهجم عليه, والتشويش على المسعى الذي يقوم به والإساءة لمضامينه عبر حملات واسعة من الشائعات والأكاذيب والتلفيقات, تزعم جميعها بأن هناك (صفقة) ومحاولة لطي جريمة اغتيال الحريري, هذا الرجل سجل وزمرته حالة طلاق مع العروبة وبات اليوم في قلب الاستراتيجيا الإسرائيلية-الأميركية, التي تقول إن مصلحتها تكمن في إيجاد شرخ في العلاقات السورية- اللبنانية ورأس الحربة الضاربة لها, مع الأخذ في الاعتبار الآليات الموضوعة لبلوغ هذا الهدف, والتي تتخذ من جرائم الاغتيال والتفجير وإشاعة الفوضى والتعطيل للحياة وللمؤسسات, ومناصبة العداء لسورية ورمي الاتهامات المعدة مسبقاً باتجاهها وبعيداً عن الجهة المرتكبة فعلاً لهذه الجرائم, والمستفيدة الوحيدة منها وباستبعاد يتجنب حتى مجرد ذكرها وهي إسرائيل الوسيلة لذلك. لقد أسفّ (وليد) في إظهار شخصيته غير السوية كإنسان مريض محكوم بالعقد, وانتهازي غبي لا يتقن فن السياسة وقراءة التاريخ قدر ما يجيد السباب لغة أبناء الشوارع, والتزوير والاتجار بالدم والتودد وإسداء الخدمات المدفوعة الأجر سلفاً وبسخاء, للأسياد الجدد في الداخل والخارج ولعب الدور المرسوم والمفضوح في إدارة الأزمة, وجر لبنان واللبنانيين إلى الفتنة وأفخاخ مؤامرة التدويل والوصاية والسلخ, تلك التي لم تستطع إسرائيل ولا القوة العظمى الداعمة لها أميركا, أن تحققها بالقوة العسكرية والعدوان المباشر طيلة عقود, وبعقلية تجهد لمشاركتهما في الثأر والانتقام وإخراج هذا البلد من معادلة الصراع, وتحويله إلى رأس جسر وخنجر في الخاصرة السورية-العربية. إذاً فجنبلاط الذي لا يمثل سوى نفسه ومعه سماسرته وأولئك المتباكين على (الحقيقة) لكن بوجهها المسيس, رافعي شعارات (الحرية والسيادة والاستقلال) الذي لا يجيدون لفظه إلا مجتزءاً وعلى دفعات ومغلوطاً مهموزة قافه, قد حسموا أمرهم وأغلب الاعتقاد منذ ما قبل جريمة الاغتيال, وبتوظيف فوري مبرمج لها لمصلحة الانخراط في المشروع الصهيوني, وفي اتجاه الشحن والتعبئة والتصعيد لسياسة الكذب والتضليل والتجهيل, والاستعداء ضد سورية ومحاولات تجريمها ومعاقبتها وتركيعها بموجب قوانين المحاسبة الأميركية, طمساً للحقيقة وتغييباً لها باعتبارهم والأطراف الخارجية التي يستقوون بها المتأذين من تبيانها,خصوصاً وأن مسرحيتهم الدرامية تكشفت خيوطها وشخوصها, ووضعتهم وجهاً لوجه أمام العالم والشعب اللبناني الذي لا يدرون ما يقولون له, ويتعمدون استغباءه ومشاغلته بارتكابات وجرائم وحماقات أخرى لم تعد محاولات لصقها بسورية تجدي. هم معنيون باستقبال رايس والسفير الأميركي فيلتمان وغيرهما من شخوص الوصاية والتدخل والتدويل, وفتح الساحة مشرعة أمام استباحة أجهزة الاستخبارات المركزية الأميركية والموساد وعملائهما, وتلقي التعليمات والتوجيهات بل وتنفيذها عملاتياً على الأرض جنوحاً بلبنان, ووصولاً لإغراقه في الحرائق والفوضى وتجريده من ورقة المقاومة القوة وسلاحها, ومحاصرة سورية توطئة للانطلاقة الأعم والأشمل نحو المنطقة وباتجاه تسويق مشروع (الشرق الأوسط الكبير), وليسوا معنيين بالترحيب بموسى وغيره من العرب ولا بأي جهد يصب في خانة الإبقاء على الجهد, منصباً على معرفة الحقيقة وإعادة تصويب البوصلة ووضعها في الاتجاه الصحيح, الذي يميز ولا يخلط بين العدو والصديق وما بين الشقيق الحريص والمضحي بلا حدود, من أجل سلامة وأمن واستقرار لبنان ووحدة أرضه وشعبه, وتلك القوى التي اختبرت ساعة كان يحترق ولم تألُ جهداً مع إسرائيل من أجل صلبه.
|
|