تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


بين حلقتين..?!

حديث الناس
الثلاثاء 27/12/2005م
عبد الحميد سليمان

لا شك أن ارتفاع أسعار العملات مقابل الليرة السورية انعكس على أسعار السلع المستوردة بشكل واضح ومبالغ فيه أحياناً.

ففي حين انخفضت أسعار العملات الأجنبية, فإن أسعار المواد والسلع لم تنخفض تبعاً لذلك قد يكون هناك ما يبرر ارتفاع أسعار السلع المستوردة, لكن ما مبرر ارتفاع أسعار السلع المنتجة محلياً, كالخضار والفواكه والزيوت والفول والحمص وغيرها من المنتجات المحلية التي تعتمد على المواد الأولية المحلية!!‏

فلو تتبعنا حركة تسويق سلعة كالحمضيات مثلاً, ابتداءً من الحلقة الأولى التي تبدأ عند المنتج مروراً بحلقات تجارة الجملة ونصف الجملة وصولاً الى تجارة المفرق, لوجدنا الفارق الكبير بين السعر الذي يبيع المنتج كيلو غرام الكرمنتينا بثماني ليرات ويشتري المستهلك الكيلو غرام ب30-35 ليرة,.. وأين يذهب هذا الفارق الكبير بين السعر الذي يبيع به الفلاح أو المزارع والسعر الذي يشتري به المستهلك, وهل يعقل أن يربح التاجر خلال ساعات أو أيام أضعاف ما يتقاضاه المنتج خلال عام كامل?!‏

وهل يستحق تاجر المفرق لمجرد استجرار المادة من أسواق الهال أن يحصل على ربح يفوق ما يربحه المنتج بأضعاف?!َ‏

وبدلاً من أن ينعكس ارتفاع الأسعار على المنتجين نراه يذهب الى جيوب التجار والسماسرة في ظل غياب الجهات التي يمكن أن تتولى عملية التسويق وتصدير الفائض من الإنتاج.‏

وفي كل عام وخلال موسم قطاف الحمضيات تتكرر نفس المشكلة وتعلو أصوات الفلاحين شاكية من انخفاض الأسعار التي لا تتناسب مع تكلفة الإنتاج, وقد تصل أحياناً الى حد الخسارة أو تحقيق ربح بسيط!!‏

ومنذ سنوات نسمع وعوداً بحل هذه المشكلة وايجاد آليات لتسويق الحمضيات بأسعارٍ مجزية تنعكس ايجابياً على المنتجين ولا بأس أن يتوزع الربح على جميع الحلقات في سلسلة العملية الإنتاجية- التجارية وتحقيق التوازن بين طرفي المعادلة في حلقتيها الأولى والأخيرة, وإلا بقي الخلل قائماً وبقيت المشكلة هي نفسها منذ سنوات!!‏

والذي ينطبق على الحمضيات ينطبق على التفاح والخضروات والفواكه وتأتي مناسبة الأعياد لتعطي التجار المبررات برفع الأسعار في ظل غياب أي رقابة للأسعار وترك عملية التسعير للتجار والسماسرة وخاصة تجار أسواق الهال الذين يحددون الأسعار في كافة المحافظات من خلال التنسيق فيما بينهم وتوجيه هذه الأسواق بما يتناسب ومصالحهم.‏

أما شركة التخزين التي اندمجت مع شركة الخضار والفواكه وشركة اللحوم, فدورها محدود ولا تقوم سوى باستجرار كميات ضئيلة من الإنتاج الكبير من الحمضيات والخضروات والفواكه.‏

فهل نعمل على خلق توازن بين طرفي المعادلة وننصف المنتج والمستهلك وهما الأضعف في سلسلة العملية التسويقية ?!‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 عبد الحميد سليمان
عبد الحميد سليمان

القراءات: 1220
القراءات: 993
القراءات: 966
القراءات: 1001
القراءات: 1139
القراءات: 1305
القراءات: 1201
القراءات: 957
القراءات: 1191
القراءات: 997
القراءات: 1377
القراءات: 1119
القراءات: 1354
القراءات: 1355
القراءات: 1278
القراءات: 1088
القراءات: 1560
القراءات: 1070
القراءات: 1178
القراءات: 1132
القراءات: 1178
القراءات: 1173
القراءات: 1237
القراءات: 2379
القراءات: 1690

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية