تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


المدافع عن بلده

معاً على الطريق
الأحد 19-5-2013
مصطفى المقداد

هو مواطن عربي انتمى إلى أرضه وشعبه، وعانى ويلات الاحتلال والتفرقة والاقتتال الأهلي على مدى عقود متتالية، وخبر حجم المآساة التي تعيشها بلده والبلدان العربية،

وعرف طبيعة التهديدات التي تنتظر حاضر أمته ومستقبلها.‏

مواطن عربي منتم إلى تاريخ طويل من الانتصارات المضمخة بدماء المناضلين والمخلصين الرافضين لكل أشكال التبعية والاستعباد، وعارف ببواطن المؤامرات التي تعيشها أمته منذ تحقيق وحدتها وبناء دولتها القوية التي حملت الحضارة إلى كل أرجاء المعمورة، ونشرت العلم والمحبة في أصقاع الأرض على امتداد خمسة عشر قرناً من تاريخ الإنسانية.‏

نراه يقف اليوم ليقدم شهادة صدق للتاريخ والأجيال القادمة، يظهر فيها بعضاً من آليات وأشكال التآمر والتبعية، قاصداً الحفاظ على وطنه الصغير الذي يحاول البعض زجه في لعبة التخريب والتدمير، دون اكتراث لمستقبل هذا البلد الجميل من جانب أصحاب الثروات الضخمة التي كدسوها على حساب قوت الشعب الصابر والمناضل، موقعين بلدهم تحت ثقل عبء ديون لا يمكن احتمالها من بلد صغير بحجم لبنان الجميل، ذلك البلد الذي عاش حرباً أهلية طويلة استهدفت تقسيمه ذات تاريخ مضى، ثم ما انفك يعيش حالة نضالية مستمرة تمثلت بقيام المقاومة الوطنية التي استرجعت قسماً كبيراً من أرضه المحتلة، وما زالت مستمرة في مواجهتها مع العدو الصهيوني لاستعادة الغجر ومزارع شبعا المحتلة.‏

شهادة ترقى إلى مواقف الدول ذات الأدوار المرحلية المهمة، فمعرفته الكبيرة بالواقع، ونظرته المستقبلية الثاقبة، وانتماؤه العربي والوطني اللبناني الأصيل، وصدقيته ومناقبيته وترفعه عن الغايات والمصالح، وعدم وقوعه فريسة الإغراءات، كل ذلك كان يقف خلف مواقفه وشهاداته أمام عدسات التلفزة وفي المحافل الإقليمية والدولية، ليعلن أن ما يحاك ضد سورية خارج ومناقض لكل المبادىء والقوانين الدولية، وأن تجميد عضوية سورية في جامعة الدول العربية مخالف لميثاقها ومناقض لنظامها الداخلي، وأن الغاية من كل ذلك هو إضعاف سورية بسبب دعمها للمقاومة ورفضها التصالح مع الكيان الصهيوني الغاصب على الطريقة التي يسعى لتحقيقها أصحاب المخطط الاستعماري الكبير وفرض هيمنة العدو الصهيوني على كل دول المنطقة، وأن ثمة دولاً صغيرة تتنطح لدور أكبر منها في ظل تراجع دول كبرى عن دورها الأساسي بعد وصول قيادات لا تكترث للمكانة السياسية والتاريخية لدولها، وتحصر اهتماماتها في تحقيق مبادىء وأهداف أحزابها الفئوية، وخاصة الإخوان المسلمين الذين جعلوا من مصر العظيمة تابعاً يدور في فلك السياسة القطرية لقاء دراهم معدودة من أموال نفط الخليج الموظفة للتخريب، بدل الاهتمام ببناء بلدان الخليج وتطوير قدراتها في خدمة قضية العرب الكبرى، ومواجهة العدو المغتصب.‏

إنه عدنان منصور وزير الخارجية اللبناني الذي يدرك أن موقفه هذا ينطلق من المحافظة على بلده ووطنه المهدد بجره إلى مستنقع الفوضى المرسوم في دوائر الاستخبارات الأميركية والأوروبية، والذي بدأ يشق خطواته التنفيذية عبر أشكال من الحراك الشعبي العفوي ظاهراً، فيما يستهدف استقرار البلدان العربية كلها، للعودة بها إلى مرحلة الاستعمار بشكل مستحدث، يتم من خلاله السيطرة على مقدراته وثرواته وخاصة بعد الكشف عن مصادر جديدة للطاقة في كل من سورية ولبنان ومياههما الإقليمية تفوق تلك الاحتياطيات المعروفة في منطقة الخليج العربي.‏

تحية للوزير منصور ولكل المسؤولين الشرفاء من أبناء أمتنا الذين اعتادوا الصدق فيما عاهدوا الله وأنفسهم عليه موقنين أن مواقف الأمم يصنعها أبناؤها المخلصون.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 مصطفى المقداد
مصطفى المقداد

القراءات: 11551
القراءات: 916
القراءات: 855
القراءات: 830
القراءات: 870
القراءات: 899
القراءات: 936
القراءات: 865
القراءات: 912
القراءات: 977
القراءات: 928
القراءات: 919
القراءات: 939
القراءات: 938
القراءات: 943
القراءات: 1039
القراءات: 966
القراءات: 1019
القراءات: 1033
القراءات: 1015
القراءات: 891
القراءات: 960
القراءات: 1008
القراءات: 1003
القراءات: 913
القراءات: 1056

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية