تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


المصدر الحقيقي للتوتر

البقعة الساخنة
الاثنين 3 /7/2006
محمد خير الجمالي

ليس هنالك سوى تفسير واحد للرؤية المغلوطة التي يقدمها المندوب الأميركي في الأمم المتحدة جون بولتون حول الوضع الخطير في الشرق الأوسط, وهذا التفسير هو التغطية المكشوفة لمسألتين ترتبطان بالنهج العدواني الذي تمارسه كل من إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية وبات يشكل قاسماً مشتركاً لسياستهما في المنطقة:

أما المسألة الأولى فهي هذا العدوان الجائر الذي تشنه إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني في سياق حرب إبادة مكشوفة ترتكز على تدمير البنى التحتية وارتكاب المجازر والقصف العشوائي والاغتيال المستهدف, حتى إذا ما أخذ العالم يحذر من مغبة هذه السياسة الرعناء وتداعياتها على استقرار المنطقة والسلم الدولي, انبرت الادارة الأميركية على لسان مندوبها بولتون أو غيره من الموالين للصهيونية في البيت الأبيض أو الخارجية أو البنتاغون للتغطية على هذا العدوان الفاضح تارة باعتباره(دفاعاً عن النفس) وتارة برد أسبابه إلى سورية وإيران لمجرد أنهما تقفان مع الحق وترفضان الباطل.‏

وأما المسألة الثانية فهي الفشل الذريع الذي منيت به السياسة الأميركية في الشرق الأوسط, وما ترتب عليه من مأزق استراتيجي يستحكم بهذه السياسة ويتسع أفقاً وشمولاً دون أن تلوح في الأفق أي إمكانية للخروج منه, مايجعل واضعي هذه السياسة يغطون على فشلهم بالبحث عن كبش فداء أو شماعة يعلقون عليها أخطاءهم المتوالية في محاولة مكشوفة لامتصاص النقمة الداخلية وحالة الامتعاض الدولي من سياستهم التي شكلت سبب كل توتر في أوضاع المنطقة والعالم, وأدخلت أميركا في تناقض جذري مع مصالحها الطبيعية ومع غالبية دول العالم من الشرق الأوسط إلى آسيا وأميركا اللاتينية وإفريقيا وأوروبا..!‏

تصوروا أن أميركا المحافظين الجدد تحتل العراق وأفغانستان, وتدعم إسرائيل على غير وجه حق, وترتكب قواتها المجازر الجماعية والتعذيب الوحشي بحق العراقيين, وتطلق التهديدات السافرة ضد سورية وإيران, وتفرض الحصار الجائر ضد الشعب الفلسطيني, وتتدخل في لبنان والسودان بصورة استعمارية قذرة, وتتبنى سياسة الفوضى( الخلاقة) على حد وصف المحافظين الجدد لها, لانجاز هدف التفتيت القومي والطائفي والمذهبي في المنطقة, ثم يخرج مندوبها بولتون الموالي لإسرائىل أكثر من موالاته لبلاده ليضع تهمة توتير أوضاع المنطقة في سورية.‏

وفي سياق هذا التضليل يتجاهل المندوب الأميركي عدوان إسرائيل الوحشي ضد الشعب الفلسطيني واستفزازاتها المتكررة للبنان وسورية وآخرها خرق الطائرات الاسرائيلية للأجواء السورية في انتهاك فاضح للسيادة السورية والقانون الدولي, ودور هذه السياسة العدوانية في دفع المنطقة لا إلى مزيد من التوتر فقط, بل كذلك إلى الهاوية.‏

قد تستطيع أميركا أن تمارس الكذب والنفاق السياسي علانية, لكن ما لاتستطيع فعله على الاطلاق هو تحويل أكاذيبها إلى قناعات في أذهان الرأي العام الدولي, وخير دليل على هذا افتضاح أكاذيب سياستها في العراق وفي لبنان وضد سورية وإيران و كل مكان تدس أنفها فيه, وهو الأمر نفسه الذي ستنتهي إليه أكذوبة بولتون الأخيرة ليكتشف أنه إذ اتهم سورية كذبا, فإنما كان يكذب على نفسه.‏

تعليقات الزوار

أيمن الدالاتي |  dalatione@hotmail.com | 02/07/2006 23:18

العالم كله يعرف أن أمريكا تكذب, ومع ذلك يتبارى الكثيرون على تصديقها بوهم النجاة من المقص الأمريكي الصهيوني, إذ وصلنا على أبواب مرحلة خطيرة تفترض أنه مادام الموت يحيط بواحد منا :أنا أو أخي فليمت أخي إذن, وسنبقى كذلك بانتظار ظهور الشجعان الذين لايهابون الموت فتكتب لهم الحياة.

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 محمد خير الجمالي
محمد خير الجمالي

القراءات: 1050
القراءات: 1030
القراءات: 971
القراءات: 1110
القراءات: 1069
القراءات: 1048
القراءات: 1035
القراءات: 1000
القراءات: 1193
القراءات: 1092
القراءات: 1113
القراءات: 1665
القراءات: 1243
القراءات: 1168
القراءات: 1097
القراءات: 1085
القراءات: 1159
القراءات: 1156
القراءات: 1209
القراءات: 1229
القراءات: 1146
القراءات: 1274
القراءات: 1326
القراءات: 1342
القراءات: 1176

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية