إضافة إلى الوضع الداخلي اجتماعياً واقتصادياً من خلال الدخول في المصالحات المحلية باعتبارها خياراً أساسياً في السياسة السورية للتعامل مع الإرهاب، ففي الجانب الميداني يقوم الجيش العربي السوري الباسل بمهمته المقدسة في محاربة التنظيمات الإرهابية، بينما تعمل الجهات الحكومية المختلفة على إنجاز المصالحات في مختلف المناطق، وقد لعبت الشرطة العسكرية الروسية أدواراً إيجابية في أكثر من منطقة من خلال تقديم الضمانات وتسهيل عودة المواطنين إلى بيوتهم في الكثير من المناطق التي تم تطهيرها واستعادتها من المجموعات الإرهابية.
لقد عكس التعاون العسكري السوري الروسي حجم العلاقة التاريخية التي تربط البلدين والشعبين على المستويات المختلفة وهي قطفت نتائج إيجابية هامة على مستوى محاربة الإرهاب، فتم تركيز الاهتمام على ضرب مراكز وتحصينات تنظيم داعش تمهيداً للقضاء عليه كلياً ليشكل فك الحصار عن مدينة دير الزور ومطارها العسكري قمة الإنجازات السورية الروسية المشتركة ولتفتح الباب أمام النهايات المؤكدة للوجود الإرهابي في المنطقة، والانطلاق لمرحلة القضاء النهائي على داعش وغيره من التنظيمات الإرهابية.
وربما أسهم الوجود الروسي المباشر على الأرض السورية في الوصول إلى حالة أكثر تفهماً ومعرفة وفهماً لواقع الإرهاب والتعامل معه وهو يوجد في مناطق المواجهات المباشرة، ولذلك كان الموقف الروسي أكثر ثباتاً أمام الكثير من محاولات التشكيك بإحداث تغيرات وتراجع ضمن إغراءات المصالح والمستجدات الدولية، إذ فشلت جميع محاولات الغرب الاستعماري ومشيخات الخليج في إحداث أي خروقات في طبيعة العلاقة المتأصلة بين دمشق وموسكو، بل على العكس تسجل هذه العلاقة المزيد من الثبات والقوة يؤكدها تمازج الدم الروسي والسوري في المواجهات والتقدير للتضحيات المشتركة في مواجهة الإرهاب بطريقة جدية، خلافاً للأكاذيب التي روجتها الولايات المتحدة الأميركية في ادعاءاتها محاربة الإرهاب من خلال تشكيل تحالف دولي كانت وظيفته الحقيقية دعم الوجود الإرهابي لداعش في كل من سورية والعراق، وهو لم يستطع تقديم دليل واحد على محاربة الإرهاب وربما اقتصر دور القتل والتدمير على قصف المدنيين في أكثر من مكان وتقديم الاعتذار لاحقاً على مبدأ الخطأ غير المقصود.
وفي العمل الجدي لمحاربة الإرهاب يسجل التعاون والتنسيق مع الجيش الروسي والقوات الفضائية الروسية الباسلة نجاحات كبيرة هي دحر داعش على امتداد الأراضي السورية واستعادة أكثر من ٨٦٪ من المساحات التي كان يدنسها داعش وحشره في مناطق ضيقة لن تلبث أن تتحرر خلال فترة قريبة جداً ليسجل التعاون السوري الروسي أنموذجاً في العلاقات الدولية الراقية، تلك العلاقات التي تستند إلى ميثاق الأمم المتحدة والقوانين والاتفاقيات الدولية، لتكون برهاناً للعلاقات المتوازنة الصادقة في محاربة الإرهاب خارج أشكال التبعية والسيطرة التي تقدم أنموذجها المتخلف الولايات المتحدة الأميركية وأتباعها.