تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


ليس بالصناديق وحدها !!

قضايا الثورة
الأربعاء 21/12/2005م
خالد الأشهب

عندما تتحول الديمقراطية الى كرنفال, لايعود أمام دعاتها إلا الرقص والتهريج, ولا يعود أمام ضحاياها إلا البكاء وضغط الجرح بالملح!

ولأننا لسنا اعداء للديمقراطية ولا للديمقراطيين, بل نحن انصارها وطلابها, فإننا نخشى عليها استزراعها في البيت البلاستيكي, حيث الموت السريري مؤجل بشروط المختبر لا بشروط الحقل.‏

تجربتان لتصنيع الديمقراطية على طريقة (مكدونالد) للوجبات السريعة, يدعونا الرئيس جورج بوش لتمثلهما او حتى التهام إحداها :‏

الاولى في لبنان, قديمة, مهترئة, عجزت فيها دهور الطوائف والملل والاقطاع السياسي والحروب الاهلية, فحزب للعائلة وآخر للطائفة وثالث للملة, لكن, ليس ثمة حزب للوطن فلم تنتج إلا ديكتاتوريات محلية من الطينة ذاتها, تلهج بالديمقراطية ولا تعيها.‏

والثانية, جديدها فقط الاوراق والصناديق والاصابع الملونة بالحبر, وقديمها مزمن مقيم في بيدر القسمة على الطوائف والاعراق وشظايا الجغرافيا, حقل ألغام يتجول فيه موت أعمى وحرية بكماء.‏

على هاتين التجربتين واشتقاقاتهما المفخخة في كل زمان ومكان, ابتنى الرئيس بوش لنفسه وإدارته استراتيجية النصر في العراق, التي أعلنها مؤخرا وربطها بآخر دفعة من الصناديق المثقوبة واوراقها وحبرها, ثم لايتردد في دعوتنا للاقتداء والتمثل.‏

يعرف الرئيس بوش كيف تورد إبل الديمقراطية, ونعرف نحن انه لايسعى الى هذا, لكن العلة ليست فيه ولا في الديمقراطية, بل في كرنفالها الذي جاء في غير موعده, وفي الراقصين والمهرجين الذين بدل أن يضحكوا أبكوا?‏

العلة فيمن لم يدرك بعد, إن الديمقراطية وعي أولاً, وثقافة ثانياً, وتراث من الممارسة والخبرة ثالثاً, ثم هي نظام سياسي رابعاً, وان الصناديق والاوراق والأحبار هي لترجمة الديمقراطية الى أرقام وحسابات, وليس لصناعتها أفكاراً وممارسة, وان الديمقراطيين الحقيقيين هم الذين يقدمون مكونات الديمقراطية وليس أصنامها.‏

تابعوا محطات التلفزة اللبنانية ) الديمقراطية ), وستكتشفون كماً كبيراً من راقصي الكرنفال الاميركي ومهرجيه, بعضهم يقدم الاجوبة لضيوفه ثم يسأل, وبعضهم الآخر يقدم الصعاليك في جلابيب الرموز والقادة, وبعضهم الثالث يصف الانظمة العربية بالتخلف والفردية وهو ابن القبيلة والطائفة. جوقة من المنافقين في عزاء, يهبون بكاء ونحيباً وسباً وشتماً كلما حضر معز جديد, ثم لايلبثون يتشاغلون ببعضهم دساً وافتراء وتحريضا.‏

ليس بالصناديق وحدها تعيش الديمقراطية!‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 خالد الأشهب
خالد الأشهب

القراءات: 2200
القراءات: 2100
القراءات: 2523
القراءات: 2479
القراءات: 2255
القراءات: 2622
القراءات: 2567
القراءات: 2504
القراءات: 2273
القراءات: 2596
القراءات: 2808
القراءات: 2700
القراءات: 2402
القراءات: 2861
القراءات: 2929
القراءات: 3010
القراءات: 2793
القراءات: 3170
القراءات: 3120
القراءات: 3226
القراءات: 2623
القراءات: 3092
القراءات: 3578
القراءات: 3341
القراءات: 3398

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية