تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


أسلحة متوحشة وأخرى أليفة!

قضايا الثورة
الأربعاء 21/12/2005م
أحمد حمادة

صناعة التلفيقات أصبحت في عصرنا حرفة متطورة لها أدواتها وأساليبها المتنوعة, فمن يملك سلاحاً يدافع به عن نفسه وأرضه يصبح وفقاً لهذه الصناعة إرهابياً وسلاحه متوحشاً, ومن يملك كل أسلحة الدمار الشامل ويهدد ويتوعد الآخرين باستخدامها ما هو إلا حمل وديع تصنف أسلحته في إطار الأدوات (الأليفة).

مناسبة هذا الحديث هو ذلك التلفيق الجديد الذي أطلقته صحيفة ال (نيويورك صن) منذ أيام ومفاده أن العراق نقل أسلحته الكيماوية المزعومة إلى سورية قبيل تعرضه للغزو الأميركي بأسابيع قليلة.‏

والمفارقة المثيرة للسخرية أن محور التلفيق الجديد هو إسرائيل, فبالإضافة إلى أن هذه الأخيرة تملك كل أنواع أسلحة التدمير الشامل بما فيها النووية فإنها تعود لتنفخ بذات القربة وتعزف على نفس النغمة التي ظهر بطلانها وزيفها وهي امتلاك العراق لمثل هذه الأسلحة المحرمة دولياً.‏

ما يثير الاستغراب أيضاً أن يقوم موشيه يعالون رئيس هيئة أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي السابق بإثارة مثل هذه المزاعم في ذات اللحظة التي يعلن فيها الرئيس الأميركي جورج بوش أن تقارير الاستخبارات الأميركية حول أسلحة العراق لم تكن صحيحة, لا بل إن يعالون يذهب إلى أبعد من ذلك حين يقول إن تلك الأسلحة المفترضة التي نقلت إلى سورية لم تشكل لجان دولية للتحقق من عملية وجودها هناك حتى الآن.‏

وهنا لابد من طرح السؤال التالي: إذا كان العراق, الذي احتلته أميركا ودمرت اقتصاده ومؤسساته, وجعلت شعبه يعاني الويلات, تم غزوه تحت هذه الذريعة الكاذبة, والتي اعترف بها كل أقطاب الإدارة الأميركية بمن فيهم الرئيس بوش نفسه, فمن الذي يضمن عدم قيام هذه الإدارة -وتحت ضغط العامل الإسرائيلي- باختراع المزيد من التلفيقات الأخرى وتضخيمها إعلامياً لتنفيذ الأجندة الموضوعة سلفاً تجاه سورية والمنطقة بشكل عام?.‏

إن المفارقة الكبرى في مثل هذه الطروحات ومبرراتها وحججها الواهية أنها أغفلت حين صياغتها نقطة جوهرية ومهمة جداً وهي أن إسرائيل التي تملك ترسانة هائلة من الأسلحة الممنوعة والتقليدية هي التي تحتاج إلى اتهام وإلى تفتيش وليس أحد غيرها, وأسلحتها هذه ليست من النوع الأليف والمحبب إلى قلوب البشر بل هي أسلحة فتاكة تم استخدامها لقتل وتشريد مئات الآلاف من العرب, فهل تتوقف آلة التضليل عن Ahmadh@urech.com‏

">عملها?!.‏

Ahmadh@urech.com‏

تعليقات الزوار

بن العيد محمد |  www.mehamad.com | 05/03/2008 11:19

لايصال المعلومات باْكثر دقة ينبغي ارفاقها بالصور .وشكرا على المعلومات القيمة

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 أحمد حمادة
أحمد حمادة

القراءات: 11511
القراءات: 857
القراءات: 908
القراءات: 837
القراءات: 941
القراءات: 859
القراءات: 855
القراءات: 873
القراءات: 982
القراءات: 883
القراءات: 857
القراءات: 847
القراءات: 881
القراءات: 892
القراءات: 965
القراءات: 921
القراءات: 1098
القراءات: 899
القراءات: 860
القراءات: 890
القراءات: 874
القراءات: 978
القراءات: 988
القراءات: 901
القراءات: 947
القراءات: 1006

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية