| اشتباك أول..! البقعة الساخنة فيما ستكون الإرادة السياسية لإدارة أوباما وجها لوجه أمام الحقيقة المرة في توجهات الحكومة الإسرائيلية، وهو ما اصطلح عليه لدى غالبية الدوائر الإسرائيلية بالاشتباك السياسي الحتمي بين حكومة نتنياهو وإدارة البيت الأبيض في حلتها الجديدة. اشتباك أول لا تبدو المؤشرات الفعلية عليه جادة، بل ليست في وارد الطرف الأميركي الذي يبدي الاستعداد للتراجع تلو التراجع ملغيا طيفا واسعا من مؤشرات التفاؤل على متغيرات الأداء الأميركي، ليصبح الاختبار هنا عنصرا فاعلا في أي حكم واقعي سواء كان على حدود التغيير أم على مساحة التراجع في المواقف الأميركية. الإسرائيليون لم يترددوا في اعتبار اللقاء منطلقا لتحديد مساحة التباين في الاتجاه، لكنهم وبنفس الوقت يعبرون عن ثقتهم بأن الإدارة الأميركية لايمكن لها أن تكون أبعد مما هو متاح لها في العلاقة مع إسرائيل، وحتى أن أكثرهم تشاؤما ينظر إلى المواقف الأميركية على أنها ليست أكثر من امتداد طبيعي لما كانت عليه. غير أن ما هو أبعد من ذلك ما تسربه الدوائر الإسرائيلية من معلومات عن أن الاشتباك السياسي في المواقف ليس أكثر من ظاهرة مؤقتة للاستهلاك الإعلامي، وسرعان ما ستزول مع اول نقاش حول الأولويات المفترضة وفي المقدمة تلك التي تتعلق بملامح المهمة التي يمكن أن تضطلع بها إسرائيل لخدمة السياسة الأميركية الجديدة. وفي المقابل ثمة أمنيات إسرائيلية تكاد أن تكون بمرتبة الإملاءات اعتادت الحكومات الإسرائيلية سردها على مسامع الإدارات الأميركية المتعاقبة، وليس هناك ما يشير إلى وجود نية إسرائيلية باستثناء إدارة أوباما منها. اللافت أنه مقابل الإفراط الإسرائيلي في الحديث عن الاشتباك يكاد أن يكون غائبا عن الخطاب الأميركي الذي لم يتجرأ حتى اللحظة الإعلان عن الافتراق الفعلي عما ينتجه ويصوره الخطاب الإسرائيلي من مهمات للدور الأميركي في المنطقة، وحتى الموقف من عملية السلام والجهد الأميركي المبذول لإعادة إطلاقها لم يكن خارج ذلك الاستهداف.
|
|