والمتطلبات الأساسية الملحة للمواطنين وفي هذه الفترة بالذات فالوقائع المستمرة تؤكد كل يوم أن عاصمة الزراعة في قلب دائرة الاهتمام بدءاً من الزيارات المتواصلة لأعضاء الحكومة مروراً بالتشخيص اليومي لظروف المحافظة وواقع المحاصيل الزراعية وظروف الفلاحين ووصولاً إلى المتابعات الميدانية من السلطات المحلية بالمحافظة والتواصل مع الناس ومشاركتهم في تحسين أحوالهم ولعل الزيارة المرتقبة اليوم الأحد أيضاً لوفد حكومي يضم وزير الزراعة ورئيس الاتحاد العام للفلاحين ورئيس هيئة تخطيط الدولة مؤشر جديد ودلالة أخرى على ما تقدم.
ونعتقد أن الأمر يتطلب اليوم توجيه هذا الاهتمام إلى الحلول الاستراتيجية وفي مقدمتها التفكير بتنويع اقتصاد المحافظة كي لاتظل الزراعة وحدها هي السمة العامة.. والأمر الآخر هو أنه يمكن إيجاد ظروف المحافظة بثلاث نقاط أولها الأثر الذي تركته سنوات الجفاف وانعكاساته السلبية على حياة الناس، ولعل أكثر الأضرار في جنوب الحسكة نتيجة انحباس الأمطار بشكل نهائي والعواصف الغبارية المستمرة وعدم توفر مصادر دائمة للمياه في هذه المنطقة.
والأمر الثاني هو عدم قدرة الفلاحين في مختلف أنحاء المحافظة على تسديد القروض الزراعية، أما الأمر الثالث والأخير فهو معاناة الفلاحين الذين غمرت أراضيهم بسد الباسل جنوب الحسكة حيث لم يتم تعويض عقود الايجار وأجر المثل.
وبالعودة إلى أثر ذلك كله على حياة الناس فثمة معلومات دقيقة تؤكد أنه نتيجة الظروف المعيشية الصعبة هناك أكثر من 30 ألف أسرة تبحث عن فرص عمل في المحافظات الأخرى وأن العنوان الأبرز لمناطق جنوب الحسكة وتل حميس ومعظم القرى المحيطة بها هو الفقر والبحث عن فرصة عمل في أي مكان.
لكن الضرر الأكبر والخط الأحمر الذي يجب أن يكون من أولى الأولويات هو التوقف عند ظاهرة عزوف الفلاحين عن الزراعة.
والمسألة هنا تتطلب دراسة الأسباب والنتائج والحلول المناسبة كي تكتمل دائرة الاهتمام المتواصل بجزيرة الخير والعطاء.
younesgg@makhoob.com