| هاي هيفا.. أبجــــد هـــوز ويسكتون من تسوِّل له نفسه إشغال الآخرين بالقضايا الصغيرة. حتى إني اعتقدت مرة أن صديقي أبا الطيب المتنبي قصدني شخصيا حين قال: وتعظم في عين الصغير صغارها وتصغر في عين العظيم العظائم. طبعا أبو الطيب لم يصرح بأنه يقصدني, لكن اللبيب من الإشارة يفهم. حتى في البيت ورغم أن جوزتي لا تؤيدني في الكثير من القضايا, فإنها تسكت الأولاد وتتظاهر بأنها كلها آذان مصغية حين أتحدث في القضايا الكبرى, حتى لا أتهمها بأنها ليست مع المصلحة العليا للأسرة. لكنني سمعتها مرة تقول للأولاد: إن من لا يهتم بالقضايا الصغرى لا يمكن أن يهتم بالقضايا الكبرى, وحين دخلت, ابتسمت لي وغيرت الحديث. لا أدري لماذا استطردت, كان كل همي أن أقول: كوني أهتم بالقضايا الكبرى, فقد تابعت باهتمام منقطع النظير عرس هيفا وهبي. حجز الفنادق والطائرات والافتتاح الهوليودي للحفل, كل ذلك تم بزهد و ورعية, رغم إن البعض اتهمها وعريسها (بالفشخرة)، هي تحدثت عن مقدم مهرها, ولا أدري المؤخر ماذا سيكون. ما هذه الورعية وهذا الزهد؟ حتى إنها تخلت عن فستان الزفاف ولم تحتفظ به كذكرى, ووهبته لمزاد علني, ليذهب ريعه إلى إحدى الدول الفقيرة. وكوني من دعاة السلام فإني أقترح أن ترسل بقية ألبستها التي ارتدتها ليلة العرس أو الدخلة إلى إحدى المناطق الساخنة, وأنا أثق بأن الاشتباكات ستقف فورا, ويكون لها مفعول إلزامي أكثر من كل القرارات الدولية.
|
|