أبناء سورية هم أبناء كل قرية، وكل مدينة، فابن حوران هو ابن اللواء، وابن دير الزور يغتسل بمياه العاصي التي تعبر أرضنا إلى البحر، إلى بحرنا إلى شواطئنا.. كل ذرة رمل وتراب من وطني هي قدس الأقداس، وسرّ الأسرار..
اللواء، انطاكية، النعيرية، كل قرانا التي رزحت تحت الاحتلال الفرنسي ومن ثم إلى التركي هي قطعة من جسدنا، ومن دمنا، ومن قلوبنا... رحل أبناء كثيرون ،منها توجهوا إلى بقاع الأرض وظلت قلوبهم مشدودة إلى ملاعب الطفولة، وصلوا إلى الهند إلى الصين إلى كل مكان كما أسلفنا تذوجوا وأنجبوا وأسسوا أسراً لكنهم ظلوا هنا في أرضنا، حملوا لأبنائهم عبق الأرض والوطن.
السوريون كلهم أبناء اللواء، كلهم أبناء انطاكية، كلهم مشدودون كالوتر إلى أرض هي بقعة من جنان الله على الأرض، ويوماً ما سوف تعود إلى الحضن الدافء لأن الإيمان بالحق لا يزول، قد نغفل بعض الوقت عن أولوية ما لكننا لسنا في بحر النسيان أبداً... أيها الراسخون في تراب الوطن أنتم الجبال الشامخة، أنتم أروع الحكايات كان منها وما سيكون.. سلام للوائنا، لترابنا، لحكايانا، ليومكم لغدكم... والغد الجميل قادم، قادم..