وعلى خلفية ذلك جاء في مقال بصحيفة واشنطن بوست الأميركية أن التراجع الأولي للاقتصاد الأميركي خلال وباء كورونا الحالي ينبئ بأن الوضع سيكون أكثر حدة وأكثر إيلاما مما كان عليه إبان أزمة 2008م.
حيث أوضح الكاتبان الأميركيان ديفيد لينش وهيثر لونغ أن إجبار 80 مليون أميركي على البقاء في المنازل حاليا تسبب في توقف غالبية الأعمال في الولايات المتحدة.
وذكرا أن ملايين العمال الذين يتحولون للبطالة بسبب الانهيار الاقتصادي الناتج من كورونا، يفوق جهود الحكومة الفدرالية للاستجابة، مع إسراع مجلس الشيوخ الجمعة الماضية لاستكمال العمل على حزمة الإنقاذ المالي التي وسّع البيت الأبيض والمشرعون الرئيسيون نطاقها بشكل كبير لتزيد عن المبلغ الأصلي الذي كان مقترحا قبل أيام قليلة وهو تريليون دولار.
وبينا أنه بمرور كل يوم، يتفاقم التوقف غير المسبوق للأعمال بقوة حيث تحاول المطاعم ودور السينما والملاعب والمكاتب حماية أنفسها من الوباء، حيث أن التحول المفاجئ في الاقتصاد الأميركي ليس له مثيل في التاريخ، ففي بداية عام 2020م، كان هذا الاقتصاد يتوسع من دون انقطاع منذ منتصف عام 2009م، وبلغ معدل البطالة أدنى مستوى له منذ نصف قرن، وتوجهت سوق الأسهم نحو ارتفاع قياسي.
تقديرات التكلفة الإجمالية للوباء وصفاها بالمذهلة أيضاً، كما نسبا إلى شركة بريدجووتر أسوشيتس للاستثمار قولها إن الاقتصاد سينكمش على مدى الأشهر الثلاثة المقبلة بمعدل سنوي قدره 30%، في حين يتوقع غولدمان ساكس الانخفاض عند 24%، وجي بي مورغان تشيس يقدره في حدود 14%.
الكاتبان لينش ولونغ أكدا أنه لا أحد يعرف ما سيحدث بعد أشهر من الآن، لا أحد في وول ستريت أو في واشنطن لديه أي خبرة في التعامل مع هذا النوع من التهديدات المعقدة التي قلبت الحياة الأميركية رأسا على عقب.
بنك «أميركا ميريل لينش» يرجح أن تعلن وزارة العمل هذا الأسبوع أن ما يقرب من ثلاثة ملايين أميركي قد يطلبون لأول مرة الحصول على مساعدة البطالة، وهو رقم يزيد عن أربعة أضعاف الرقم القياسي الذي سُجل خلال أوج الركود عام 1982م.
وعبّرت الخبيرة الاقتصادية جانيت لـ. يلين رئيسة مجلس الاحتياطي الفدرالي السابقة عن مخاوفها بقولها إننا نعايش شيئا خطيرا للغاية، فإذا عانت الشركات من مثل هذه الخسائر وأجبرت على طرد العمال ودخلت في الإفلاس، فقد لا يكون من السهل الخروج من ذلك.
وكان استعداد المشرعين لمساندة الإنفاق الهائل وإنقاذ الشركات يدل على أن الأميركيين يدركون بشكل متزايد أن المعركة ضد فيروس كورونا تنطوي على خيار صارخ بين الصحة والثروة.
المديرون التنفيذيون لكبرى شركات الطيران الأميركية طالبوا أيضاً الكونغرس بإقرار مساعدة طارئة لتجنب تسريح واسع النطاق لموظفي القطاع.
ونقلت وكالة فرانس برس عن المديرين التنفيذيين قولهم الجمعة الماضية في رسالة إلى رئاستي مجلسي النواب والشيوخ نشرتها رابطة شركات الطيران الأميركية.. ما لم يقر منح حماية أجور العمال فورا سيضطر كثيرون من بيننا لاتخاذ تدابير قاسية على غرار إعطاء إجازات قسرية.
وجاء في الرسالة.. باسم 750 ألف موظف في خطوط الطيران وشركاتنا الوطنية للطيران ندعو الكونغرس الموقر للمضي قدما وعلى وجه السرعة نحو إقرار اقتراح يدعمه الحزبان «الجمهوري والديمقراطي» يتضمن مزيجا من المنح لحماية رواتب العمال والقروض وضمانات القروض وتدابير ضريبية.. الوقت ينفد.