ففي تقرير نشرته الإدارة العامة للتجارة الخارجية في كانون الأول الماضي 2004 حول العوائق التي تقف أمام التجارة والاستثمار في الولايات المتحدة ,ذكرت أن التشريعات المعنية بمحاربة تنظيم القاعدة ومؤيديها تبدو أكثر تحديدية على الصعيد التجاري بقدر ما هي ضرورية.
ويتهم تقرير السلطة التنفيذية الأوروبية وجود ضغوط (الأمن الوطني) في كل مكان:
فهو يشير إلى (استخدام الولايات المتحدة المفرط لهذا المفهوم باعتباره شكلا مقنّعا للحمائية التجارية).
ومن جملة المواضيع المقلقة: قانون محاربة الإرهاب الإحيائي الذي تبنته أميركا عام .2002
كما استطاعت هيئة الغذاء والدواء من خلال عملها الدؤوب إعادة الأمور إلى نصابها, والتي وصفها مصدرو المواد الغذائية بأنها (إكراهية جدا)
الأمر المهم بالنسبة لواشنطن هو حماية المجال الغذائي بشكل أكبر ,خضار وفاكهه, أجبان ومشروبات وكذلك أغذية الحيوانات.
كما أنها تفرض على المصدرين أن يعلموا الدولة مسبقا عن تسليمهم للبضائع, وضرورة تسميتهم عاملا مكلفا بمحاربة الإرهاب الإحيائي.
يقول كريستيان بيرجيه نائب رئيس الحملة الاقتصادية الفرنسية في واشنطن:(يحرص الأميركيون على إعلام العالم أنهم أخذوا في حسبانهم بعض الملاحظات لكن النتيجة, كانت ارتفاع القلق الإداري والسيطرة على الحدود) وبالإضافة إلى هذه الارتباكات هناك الرقابة المفروضة على المرافىء الأوروبية.
ويخشى أحد الديبلوماسيين الأوروبيين المقيمين في الولايات المتحدة أن تزيد أميركا تحت غطاء محاربة الإرهاب الإحيائي من تصلبها ضد المصدرين أكثر فأكثر, وأن تعاني الشركات الصغيرة جدا من هذه الأمور, إذ في كثير من الأحيان تعرقل الأجواء الأمنية المستثمرين الأوروبيين.
وهذا هو حال أحد القطاعات الأكثر حساسية قطاع التيليكوم.
كما وأصبحت السلطات الأميركية تدقق أكثر فأكثر قبل أن تسمح للشركات الأجنبية بحق شراء شركات مجددا على أراضيها, وذلك تحت اسم وضع لوائح لما قبل تاريخ 11 أيلول وتعديل إيكزون فلوريو Exon Florio المعمول به منذ عام ,1988 وذلك لتقدير حجم التهديدات التي قد تسببها عمليات كهذه, لقد بالغت الولايات المتحدة كثيرا في قلقها إثر أحداث 11 أيلول هذا ما تقوله ملاحظة إيرنو (Erno) وهي شركة تابعة لشبكات تيليكوم الأوروبية كما ويقول ممثل إحدى شبكات تيليكوم الأوروبية في بروكسل:هناك ضغط كبير على المعلومات الخاصة وتيليكوم معنية بذلك بشكل خاص لأنها تتيح متابعة الأشخاص المشبوهين).
وأمام هذه الاتهامات الواسعة يدافع عضو في الحكومة الأميركية بقوله:
(نحن مدركون لأحكام الأوروبيين , وأخذنا في اعتبارنا جزئيا تعليقاتهم حول وضع التشريعات)
ويقول موظف رفيع المستوى في الوقت الحالي, يتجنب الأوروبيون تهويل الأمور فهم يريدون (إثارة جدل حول الموضع ضمن إطار تقوية الروابط الاقتصادية) مع الولايات المتحدة, لازعزعتها.