ويندرج المشروع الذي أطلق عليه اسم lifelocus في إطار جهد اقليمي يرمي الى تحسين البيئة في الدول المتوسطية وبالتالي الاسهام في السلامة البيئية على مستوى العالم.
قال أندريا ماتيو فونتانا, يحتل مفهوم التنمية المستدامة موقعا مركزيا في سياسة الاتحاد الأوروبي الخاصة بالتعاون في مجال التنمية مضيفاً: إن الاستخدام المستدام للموارد البيئية جنبا الى جنب مع النمو الاقتصادي والانسجام الاجتماعي, هو واحد من دعائم التنمية المستدامة, وعند الحديث عن التنمية المستدامة فإننا بشكل أساسي نعني بأنه ينبغي للتنمية أن تلبي حاجات الحاضر دون الحد من قدرة الأجيال المستقبلية على تلبية حاجاتها.
ومن الأجزاء الجوهرية للمشروع يأتي استهدافه المجتمعات المحلية بما فيها تلك التي تعيش في حالة من الفاقة, وقد تحدث فونتانا قائلا: لطالما يعتمد الفقراء بشكل مباشر على الموارد الطبيعية في حياتهم و هم غالبا ما يكونون الأكثر تأثرا بالمياه غير النظيفة وتلوث الهواء داخل المنزل, والتعرض للمواد الكيميائية السامة, وهم عرضة بشكل خاص للمخاطر البيئية مثل الفيضانات والجفاف والتغيير المناخي.
سيتناول هذا المشروع جميع هذه القضايا بشكل جزئي من خلال زيادة الوعي والجهود الشخصية للجميع في الحفاظ على البيئة نظيفة, مثل عملية اعادة تدوير القمامة والضغط على الجهات الحكومية لضمان تلبية الحاجات البيئية وعلى حد قول فونتانا إن ترويج المشروع لجدول الأعمال 21 في سورية سيساعد على تعبئة دعم المجتمعات المحلية للبيئة.
وتشكل هذه الجهود في الواقع شراكة على المستوى المحلي والمستوى العالمي, وفي هذا الصدد يقول فونتانا: يمكن للاتحاد الأوروبي أن يعزز ويرعى هذه العملية ويقدم المساعدة الضرورية, بمقدورنا لعب دور المحفز, غير أننا نحتاج لالتزام سورية كشريك في هذا الجهد وهو بذلك يشير الى أهمية انخراط منظمات غير حكومة محلية مثل (فردوس) الصندوق السوري للتنمية الريفية المتكاملة في سورية بشكل مباشر.
والاتحاد الأوروبي هو المانح الأول للمساعدات التنموية في سورية اليوم, ومعظمها يأتي في إطار دعم عملية الاصلاح التي تضطلع بها الحكومة وبموجب التمويل الاقليمي وحده, فقد خصص الاتحاد الأوروبي حتى الآن ما يربو على 235 مليون يورو في سورية, أما على الصعيد الدولي فقد لعب الاتحاد الأوروبي دورا قياديا في تطوير استجابة متعددة الجوانب لقضايا ارتفاع حرارة الأرض وتطبيق بروتوكول كيوتو للعام ,1997 إذ بموجب هذا البروتوكول سيقوم الاتحاد الأوروبي بتقليص الانبعاثات الغازية الخاصة بظاهرة الدفيئة بنسبة 80% بحلول العام .2012