وذكرنا أن الورشة ذهبت قبل أن تنهي عملها السيىء من جلي وتشطيبات, والسؤال أين دور الاشراف الهندسي في الأبنية المدرسية?! بالتأكيد كان في حالة غياب كامل أو في حالة....?.
ونذكر أن خلف سور المدرسة الشمالي 300م لمصلحة المدرسة ولكنها مهجورة دون استثمار وبالامكان الاستفادة منها, وأن باحة المدرسة تشكل بحيرات ومطبات لا تصب في خانة سلامة طلبتنا..
وبعد نشر الموضوع زار مدير التربية ومدير الأبنية المدرسية المدرسة للاطلاع وتأمل الطلاب خيرا من تلك الزيارة لكن وبعد مرور أكثر من خمسة أشهر ما زالت المطبات والحفر في الباحة قائمة تتحدث عن نفسها وما زال التنفيذ السيىء على حاله وهو معلق لم تنته إجراءاته بعد.. والطلاب يعانون من تجمع المياه في الباحة وما زالت 300 متر رغم حاجة مديرية التربية الى أمتار اضافية لمصلحة المدارس لأننا نشهد عاما بعد عام تزايدا في عدد الطلاب في كل شعبة صفية وهذا لا يصب في التطور الذي نسعى إليه.
ترى ألم يلحظ هذا الجانب في بند الصيانة أو في بند العقود أو أي بند يساهم في حل هذه الجوانب التي ربما اعتبرتها التربية هامشية..
أساليب التعليم والخدمات
ما زالت أساليب التعليم تقليدية لم يطرأ عليها أي تغيير يذكر أو أي تطور, فلنبدأ من المخابر فهي متواضعة وبعضها يفتقر لأهم الاحتياجات لكن الأهم فيها أن لا دور يذكر للمخابر في مدارس المحافظة رغم تعيين أمناء مخابر في كل مدرسة..
وما زال الطالب متلقيا للعلوم النظرية بعيدا عن الدروس التطبيقية التي تساهم في توسيع معارفه وترسيخ المعلومات لديه بشكل أفضل.
وفي كتب الحلقة الأولى من التعليم الأساسي مفارقات عجيبة بين مفاهيم الكتاب وبين الواقع والبيئة المحيطة.
إذ يتعلم الطالب أهمية البيئة وضرورة المحافظة على المكان وعدم هدر الماء لأن في الماء حياة, أما في الواقع فتفتقر كل مدرسة الى العديد من المستخدمين لتعم النظافة المكان وفي الغالب يقوم الطلاب بتنظيف الصفوف والباحات, والسؤال هنا كيف يأكل الطالب سندويشته أو يمسح عينه ويداه قد امتلأت أوساخا, بل وكيف يذهب الى دورات المياه التي تفتقر لأهم مبادىء النظافة, وكيف نعلمه عدم هدر الماء والمياه مهدورة في المدارس ليل نهار فهي بلا صنابير وتجري كالأنهار والينابيع, أليست هذه الأمور تشكل مفارقات عند أطفالنا?!..
أماعن المقاعد فحدث ولا حرج, ففي بعض المدارس مثل مدرسة الشهيد أنور القاسم في ضاحية تشرين وغيرها في بعض الصفوف مقاعد تصلح للأطفال علما أنها مدرسة ثانوية!..وحوالي 80% من مقاعد مدارس المحافظة بحاجة الى تغيير كلي وليس الى اصلاح فقد يقال إن ما نطلبه فوق طاقة مديرية التربية, ربما لكن هل ندع هذه المشكلة في تفاقم وتزايد, لا بد من رصد مبالغ مناسبة تغطي تكاليف مقاعد جديدة لأن هذا يصب في التطور الخدمي في مدارسنا والذي لا ينفصل عن أساليب التعليم لما للمكان من أهمية وأثر في نفسية الطالب.. وقد شهدنا العام الماضي أثناء التحضير لامتحانات الشهادات مشاهد لا تسر ولا ترضي إذ فتحت أبواب المدارس وجلب المستخدمين بعض الأولاد من الخارج لمساعدتهم في نقل المقاعد من طابق الى آخر وكانت ترمى على الأدراج وتتكسر دون أي إحساس بالمسؤولية وعلى مقاعد مكسرة ومحفرة جلس أبناؤنا وأجروا امتحاناتهم...
أما المازوت في شتائنا البادر فهو للإدارات وأمانات السر والكادر التدريسي وهنا أود أن أسأل مديرية التربية والوزارة, أيهما أوفر وأكثر جدوى فواتير الكهرباء المرتفعة جراء تشغيل السخانات الكهربائىة أم المازوت المقنن الذي تقلص كميته عاما بعد عام?!..
وعن مستودعات الكتب المدرسية المجاورة للبحر والبعيدة عن الطلاب فهي في الطرف الغربي من المدينة والمدارس توزعت شرقا وشمالا وجنوبا ومن يحتاج لكتاب لا بد أن يتحمل عناء الطريق الى مستودع الكتب وتضييع الوقت في الذهاب والإياب أو يذهب بسيارة أجرة فيكلفه شراء كتاب ثلاثة أضعاف سعره! لم لا يفتتح مستودع آخر في أحد مدارس الرمل الشمالي مثلا وآخر في المشروع السابع أو الزراعة, فنحل المشكلة لمصلحة الطالب, فالمدينة في توسع دائم في كل الاتجاهات, ومازال المستودع وحيدا وبعيدا عن الطلاب ومدارسهم فهل هذا أسلوب خدمي يصب في مصلحة الطالب?!..
باختصار ..
مدارسنا تفتقر للنظافة بسبب نقص المستخدمين وهذا جانب خدمي مهم يتعارض مع دور الاشراف الصحي, فهل يكفي أن نضع في كل مدرسة مشرفة صحية أو أكثر ولا نضع مستخدمين كافيين للقيام بالنظافة?!
إن الاشراف الصحي دون شك عملية متكاملة وإن الدور التربوي والتعليمي والصحي والنفسي جوانب لا تنفصل في أساليب التعليم في مرحلة نسعى فيها الى التطور التربوي والتعليم على كل الصعد.
نتمنى أن نرى تجاوبا ليس في آذان صاغية بل في حلول ميدانية.