تزوج جهاد وثناء وكانت الأيام الأولى تنبض بالحب والحياة, وانتظرا ليتوج هذا الحب بطفل, يلزم جهادا منزله وحياته, لكن القدر رفض أن يهبهما هذه النعمة, وقال الطبيب إن (جهاد) لا يمكنه إنجاب طفل, كان حبها له أكبر, ورضيت بما قدره الله لها...
لكن جهادا لم يكترث, بل عاد إلى حياته اللاهية, محاولا الضغط على ثناء لتتركه,وتعيش حياتها بعيدا عنه, وانغمس أكثر في علاقات طائشة, وهي تقف بوعد الحب وتقتل في كيانها إحساس الأمومة كرمى لحبها.
ومع مرور الأيام كان صبرها ينفد, وزوجها العائد كل يوم من مغامرة السهر, لم يعد يكترث لمشاعرها وتضحيتها..
ورغم ذلك تنتظره.. فالحب أكبر من كل الهفوات,ولكن.. لم تصدق ما سمعت, قالوا إن جهادا بدأ مغامرة جديدة ومأساتها كانت أن العاشقة القادمة هي صديقة عمرها وطفولتها وصباها.. لم تصدق.. بكت حتى سمع الصباح صوت نواحها.. ومن وراء الدموع كان قرارها..
لن تكون كتلك التي انتقمت من زوجها وكتبت وصية لتعود وتدفن في مقبرة أهلها, فكان انتقامها بعد الموت..
ولن تتركه لامرأة أخرى مهما كلفها الأمر, فتضحيتها كل تلك السنوات يجب أن يكون لها ثمن غال جدا, لن تجلس مكتوفة اليدين, لن تنتظر هدوء طيشه, حياتها معه عاصفة من الأخطاء والتسامح, حياتها عاصفة لن تهدأ إلا بالموت.. نعم كان قرارها الموت.. ولكن موت من??!!..
لقد افتقدهما الجيران, فدخلوا المنزل بعد أيام من غيابهما ليجدوا جهادا وثناء جثتين هامدتين.. وورقة كتب عليها: ( آن للعاصفة أن تهدأ).
الطبيب الشرعي أكد أن آثار السم تملأ جسديهما.. ووجد طعاما قد امتلأ بالسم.. وهكذا كان الانتقام للحب بالموت.