وعلى الرغم من وجود انواع عديدة وخطرة للجراد كالجراد الافريقي المهاجر والاحمر والبني , الا ان الجراد الصحراوي هو اكثر الانواع خطورة لقدرته على الهجرة لمسافات شاسعة وتزيد اعداده بسرعة وتعيش حشرة الجراد الصحراوي من ثلاثة الى خمسة اشهر وتختلف تلك الفترة بشدة تفاوت ظروف الجو والاحوال البيئية ويطير هذا النوع من الجراد مع الرياح بسرعة تبلغ من 16-19 كيلو مترا في الساعة ويستطيع السرب السفر الى 130 كيلو مترا او اكثر باليوم الواحد كما يستطيع البقاء طائرا لمسافات طويلة فيعبر عرض البحر الاحمر الذي يبلغ نحو 300 كيلو متر, ويتفاوت حجم السرب من اقل من كيلو متر مربع الى عدة مئات منها , وقد يصل عدد الحشرات الى اربعين مليونا واحيانا ثمانين مليونا في الكيلو متر المربع من السرب او اكثر ويتمتع الجراد بأسنان حادة , وتستطيع الحشرة الواحدة ان تلتهم طعاما بمقدار حجمها اي نحو غرامين كل يوم , لذلك سرب متوسط الحجم يستطيع ان يأكل كعشرة افيال او 25 حجلا او 2500 انسان في يوم واحد .
وتلتهم غالبية انواع الجراد كل شيء يقابلها فتستطيع ان تنهي محاصيل كاملة كالقطن والذرة والقمح والارز والشعير واشجار الموز وغيرها في غارات وبائية مفزعة وتأكل كل شيء بالنبات اوراقه وساقه وثمره ولا تترك المحصول الا اعوادا جافة والجراد يستطيع العيش في كل مكان على اليابسة ولم ينج منه الا قطبا الارض .
ومن مناطقه المفضلة موريتانيا والمغرب والسودان وشبه الجزيرة العربية كما يتجه الى غرب الهند والحدود الباكستانية
يعتبر الجراد الصحراوي بلاء يصيب البشر منذ آلاف السنين فالفترات الوبائية للجراد مسجلة منذ عهد الفراعنة في مصر القديمة وخلال القرن الماضي وحده حدثت عشرة اوبئة , ومما يزيد من خطورة اوبئة الجراد انه لا يوجد لها وقت دوري معروف على مستوى العالم ولا تستطيع المنظمات المعنية او هيئات الاغاثة التنبؤ بوقت ظهورها .
هناك ثلاث طرق رئيسية لمعالجة اوبئة الجراد:
الطريقة الكيميائية وهي عن طريق رش المبيدات الحشرية بواسطة الطائرات وعربات الرش.
الطريقة الميكانيكية وهي مطاردة الحوريات حديثة الفقس لحرقها في خنادق تحفر خصيصا لذلك.
اما احدث الطرق واكثرها امنا فهي الطريق الحيوية البيولوجية التي جربت في افريقيا في عام 1997 حيث استخدم فيها فطر / الميتاريزيوم/ على شكل زيوت رشت بالطائرات ومن ميزات هذا الفطر انه ينتقل من حشرة الى اخرى سريعا ولا يؤذي النباتات والحيوانات والحشرات الاخرى كالمبيدات الكيميائية وحاليا ايضا تستخدم المبيدات الفوسفورية العضوية.
ويعتبر الجراد من الأكلات المفضلة لدى كثير من الشعوب في آسيا وبعض الدول العربية وقد وفر للافغان غذاء متميزا في سنوات غزوه فالحشرة غنية بالبروتين الذي يمثل نحو 62 بالمائة من جسمها بالاضافة الى 177 بالمائة دهونا وعادة ما يشوى او يسلق ويؤكل طازجا او يجفف لاستهلاكه , ولا يهاجم الجراد البشر او الحيوانات كما لا توجد ادلة على حمله للامراض المؤذية .
وقد ابتكرت حديثا برامج متقدمة تستخدم بكمبيوتر اليد توزع مجانا لادخال بيانات البيئة وعوامل المناخ والمكافحة الى قاعدة بيانات وتحويلها الى خرائط وتستخدم هذه البرامج بالفرق الحقلية القومية التي تقوم بعمليات الحصر والمكافحة في بلدانها .