أ. د فاضل خليل.. اختار المسرح الشعبي حيث قال: منذ عرف الإنسان المسرح وحتى يومنا هذا يعرف بالمسرح بالمؤسسة الثقافية الاجتماعية التي تتوجه بخطابها إلى الجماهير التي تشكل واحداً من أركانه الخمسة إضافة إلى النص والخشبة والمخرج والممثلين هذه المؤسسة من شأنها أن توفر للناس حق المتعة الراقية وسامية المعاني بعيداً عن أعمال الربح.
للمسرح حق الامتاع بالطرق كافة التي تتناغم مع الحس والعقل من خلال بث المعاني النابعة عن القيم الإنسانية والحضارية.
المسرح ككيان اجتماعي يدعو للثقافة والمسرح خير من يراقب المستقبل ويراه قبل الآخرين واختصره الأولون بقولهم إنه (أداة للتحريض والتغيير) وكما قال لينين (أعطني خبزاً ومسرحاً أعطك شعباً مثقفاً).
المسرح.. فن شديد الحساسية .. يلتقط العيوب ليفصح عنها وتكمن عيوب المسرح في الاختيارات المتنوعة وبعضها بعيد عن اهتمامات الجماهير ويضيف أ. د فاضل خليل:
لم أكن أريد الدخول وللمرة الألف عن أحد أنواع المسرح العدوة للجماهير المضللة لهم والمخدرة لوعيه إنه المسرح الاستهلاكي الذي ينهض بجيوب القائمين عليه وهو أيضاً المسرح التجاري الذي عاد إلى العراق ويؤكد الدكتور فاضل:
من أجل أن يحقق المسرح الاستمرارية مع الجمهور لابد أن يستفيد من الموروث الشعبي والحكايات والأساطير والقصص والعمل كي تبقى العلاقة مع الفنون الشعبية وكل ما يمكن أن يجذب الناس من مواضيع تتحدث عن تراثهم وتاريخهم وامتدادهم لأن الخصوصية الشعبية الموروثة أساسية لايجاد المسرح الشعبي المتخصص ذي الهوية لأنه من غير الممكن أن تستعير شكلاً شعبياً لأمة أخرى وتدعي عروبتها لأنها ستبدو نشازاً..
الجمهور دقيق بملاحظة التفاصيل الحياتية لمواضيعه المطروحة على المسرح يكشفها بسرعة ويعرف أنها دخيلة وليست أصيلة فكيف إذاً عند التعامل مع حالة كاملة نستعيرها لقومية أخرى وننسبها لها؟
الكثير من مسارح الشعوب في العالم تدعو إلى استيعاب الموروثات الخاصة بكل شعب ونحن لدينا خزائن احتواها تاريخنا وحضارتنا مثل ألف ليلة وليلة المقامات الأساطير الحكايات خيال الظل القصص الشعبية.. وغيرها.
الجمهور هو الذي يرتاد المسرح دون تمييز في ثقافة ونوع هذا الجمهور المتلقي ومن تكرار المشاهدة يحدث التطوير ومع مطالبته بالأحسن يكمن رفع مستواه تربوياً وأخلاقياً وثقافياً.