تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


مجنون يحكي ..!!

نافذة على حدث
الثلاثاء 14-8-2012
عبد الحليم سعود

يبدو أن العالم ـ أو بعض العالم على الأقل ـ مصاب بالشيزوفرينيا «انفصام الشخصية»، فما يصحّ في مكان قد لا يصحّ في مكان آخر، وعند الحكم في قضية واحدة أو موضوع واحد تتعدد الآراء وتتعاكس إلى حدّ التضارب، فالإرهاب مثلا والموقف منه ساهم في كشف وتعرية نفاق وازدواجية الكثير من القوى الدولية الفاعلة،

الأمر الذي يحتم على الأمم المتحدة العمل سريعا على تعريف الإرهاب وتحديد مفهومه لكي لا يسمح لبعض الأنظمة العالمية بممارسة الإرهاب بذريعة مكافحة الإرهاب، أو التغاضي عن الأعمال الإرهابية أو دعمها تحت ذرائع مثل الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان..إلخ.‏

فعندما ترضى أميركا عن نظام ما فإن كل ما يقوم به من قمع حريات وقتل خصوم وتنكيل بحق الآخرين يصبح حقا مشروعا يحظى برضاها ودعمها، والمثال الواضح هنا هو إسرائيل، أما عندما تعادي أميركا نظاما وتسعى لإسقاطه فإن كل ما يقوم به هذا النظام للدفاع عن نفسه وعن شعبه وبلده يصبح إرهابا تجب محاسبته والمثال هنا ما يحدث مع سورية وكذلك إيران.‏

قبل أيام اعتدى تنظيم إرهابي ـ مجهول الهوية والخلفية والأهداف ـ على أفراد من الجيش المصري في شبه جزيرة سيناء فرد الجيش المصري ـ وهذا حقه طبعاـ بعملية عسكرية كبيرة للقضاء على المتورطين بهذا الاعتداء، فحظيت القاهرة بدعم الولايات المتحدة وإسرائيل ولم ينتقدها أحد من المجتمع الدولي، ونفس الشيء حدث في لبنان أثناء معركة مخيم نهر البارد قبل سنوات، في المقابل تعاني سورية منذ أكثر من عام إرهابا شاملا لم يوفر أي نوع من الجرائم والموبقات إلا واقترفه بدءا بالخطف والتعذيب والقتل والتنكيل بالجثث، وتدمير وتخريب ونهب الممتلكات العامة والخاصة والاعتداء على أفراد الجيش العربي السوري، وبدل أن تدعم سورية في حربها المشروعة حظيت الجماعات الإرهابية المسلحة بكامل الرعاية والدعم الأميركي والعربي والإقليمي وأغدق عليها المال والسلاح في تحالف واضح ومعلن بين هذه الدول وهذه الجماعات، وكأن ما يحق لمصر أو لبنان لايحق لسورية.‏

هذه المفارقات المفضوحة تجعل من الصعب على أي إنسان أن يصدق ما تدعيه واشنطن ومعها بعض الأنظمة في المنطقة حول مكافحة الإرهاب، لأنهم بكل بساطة يمارسون الإرهاب قولا وفعلا ضد الشعب السوري بحجة الدفاع عنه وذلك عن طريق دعمهم للإرهابيين وتقديم المال والسلاح لهم ليفعلوا كل ما من شأنه تقويض السلم والاستقرار في سورية.‏

فقط في سورية يسمح للإرهابيين أن يعلنوا «الجهاد» ويهاجموا جنود الجيش العربي السوري لأن عقيدته مبنية على حماية شعبه ومحاربة إسرائيل، وهذا هو سر الحماسة الأميركية لدعم وتسليح الإرهابيين في سورية، إذ إنه ممنوع على «الجهاديين الجدد» أن يقاتلوا إسرائيل أو يدعموا نضال الشعب الفلسطيني لنيل حريته، على طريقة «مجنون يحكي وعاقل يسمع»..؟!!‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية