تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


التحالف الإمبريالي-الإسلاموي يتعفن في سيناء

شؤون سياسية
الثلاثاء 14-8-2012
بقلم: علي الصيوان

دشن بندر بن سلطان عهده في خلافة عمه مقرن على رأس الاستخبارات, وفقا لقراءة مراقبين, بتفجير الموقف في سيناء.

محمد مرسي حضر جنازة جنود مصر الـ16 الشهداء في رفح الذين قضوا اغتيالا بيد سلفيين تكفيريين.‏

مصر تساءلت من المستفيد؟ وبما يشبه الإجماع تصدرت الإجابات «اسرائيل».‏

وحامت الشبهات حول بندر بن سلطان لكون السلفيين التكفيريين عجينة سهلة التشكل بيد مدمن تعامل مع C.I.A منذ أن كان سفيرا لمملكة السعوديين لدى واشنطن, والذي تنحصر موهبته في التأمرك.‏

ثم توالت القرائن على فائدة يجنيها كل من أطراف التحالف الإمبريالي-الإسلاموي الذي يقود خضات «الفوضى الخلاقة» اللازمة لمشروع «الشرق الأوسط الجديد».‏

أبرز المستفيدين كان محمد مرسي وهو يرمم عباءة الإخوان المسلمين وحزب النور السلفي بالتباكي على شهداء رفح. فقد انتهز فرصة التباكي ليصدر حزمة قرارات أقصى فيها قادة فروع الأمن المصري, وعين مكانهم إسلامويين.‏

ترميم العباءة الإسلاموية, ينصرف إلى تعويض فاقد الهيبة الذي كابده في مواجهته الخائبة مع القضاء, في شأن مجلس الشعب. اذ أبطلت المحكمة الدستورية العليا قرارا لمرسي حاول به التمرد لانتزاع مكانة فوقية لمؤسسة الرئاسة على الصرح العالي للقضاء.‏

ثم إن الترميم ينصرف أصلا إلى سد ثغرات اعترت العباءة الإسلاموية جراء الشكر الزنيم الذي وجهه السيناتور جون ماكين للإخوان المسلمين على دورهم في تمكين 19 أمريكيا من الإفلات من يد القضاء الذي كان يحاكمهم بجناية التجسس على الأمن القومي لمصر.‏

ولذلك بدت مذبحة رفح التي اقترفها السلفيون التكفيريون كمائدة هبطت من السماء ليقتات منها مرسي, وهو يستعير خطاب القوميين والتقدميين في «الدفاع عن الأمن القومي»!.‏

من سلم هذا «السلاح» للرئيس مرسي؟‏

في الإجابة: تمّحي المفارقة في الصياغة الأصلية لكوندوليزا رايس للمشروع الموسوم: «الفوضى الخلاقة», الكامن في متن خضات التدمير التي يقترفها مهندسو التحالف الإمبريالي-الإسلاموي, وعلى رأسهم الثنائي بندر-فيلتمان, منذ أن بدأت جائحة هذا التحالف تفتك بالمناعة القومية.‏

فالفوضى تكون خلاقة على هذا النحو المجزي لأمريكا و»اسرائيلها», أو لا تكون.‏

هنا يأخذ موقعه تدمير البنية التحتية في سورية بيد فصائل هذا التحالف الإمبريالي-الإسلاموي: شبكة الكهرباء والقطارات وخطوط نقل الغاز والنفط. وذلك لكون الإضرار بهذه المرافق يؤذي العافية الوطنية وتاليا: الأمن القومي لمصلحة العدو الوطني والقومي.‏

يندرج في مخرجات هذه الفوضى, الخلاقة لفائدة «اسرائيل» استهداف الكفاءات العلمية وطياري سلاح الجو السوريين.‏

زد إلى ذلك أن مجزرة رفح, وما صاحبها من توتر بين الدولة المصرية وحكومة حماس في غزة, أعادت التطلع الغزي للإفلات من كابوس الحصار إلى نقطة الصفر.‏

منذ انتخاب مرسي رئيسا سنحت أمام الإسلامويين المصريين فرصة لتبييض تاريخ مثقل بموبقات التنصل من المسؤولية القومية حيال فلسطين. وشكلت غزة المحاصرة بوابة هذه الفرصة. ورأى مراقبون في استقبال الرئيس مرسي لمشعل وهنية انعطافة عن عهد مبارك الذي كان يحصر التعامل مع حماس في المستوى الاستخباري, وليس السياسي.‏

وهنا استبدت الحماسة بمتعهد تنفيذ «الفوضى الخلاقة» بندر, ليس وحسب لتبديد هذه الفرصة. بل للنيل من مكانة مصر, المؤهلة حضاريا لقيادة الساحة القومية, تجسيدا منه لقانون وحدة وصراع المرتهنين للمشيئة الأمريكية.‏

مجزرة رفح, والحال, أعادت العلاقة بين القاهرة وحماس القهقرى: حلّ التوجس والريبة محل الحميمية الواعدة بإجراءات إيجابية.‏

الحضور الأمريكي النشط في صنع هذه الانتكاسة جسدته الضوابط الحاكمة للتحالف الإمبريالي-الإسلاموي وملخصها الترتيب الصارم لأولويات هذا التحالف, وبما يشطب أية مهددات لأمن «اسرائيل».‏

وهذه الضوابط أخذت طريقها في تدابير كلينتون المقترحة على مرسي لـ«المساعدة الأمريكية في مكافحة الارهاب». وهي التدابير المشفوعة بتخطي «اسرائيل» لبعض أحكام اتفاقية كامب ديفيد, لجهة السماح باستخدام مصر لسلاح الجو في مطاردة الإرهابيين وقصفهم في عمق سيناء.‏

لا يخرج ما اقترحته كلينتون عن استنساخ السيناريو اليمني في مصر. كأن تجيز القاهرة طلعات جوية أمريكية دون طيار, تلاحق «الإرهابيين» وتقصفهم, على نحو ما يستباح معه اليمن, في مخرجات «الحل الخليجي», الذي شرعن الهيمنة الأمريكية. بوصفها متلازمة التحالف الإمبريالي-الإسلاموي.‏

وبه فإن المحصلة الملموسة لمذبحة رفح هي إعادة محاصرة غزة من قبل مصر, وفاقا لاستراتيجية واشنطن العابرة لمحطات التحالف.‏

اذ ليس مما يبطئ زخم هذا التحالف ضرر يلحقه طرف فيه بآخر, باستثناء قيادة هذا التحالف: أمريكا و«اسرائيلها».‏

في مستطاع إسلامويي مصر, توجيه ضربات موجعة للسلفيين التكفيريين في سيناء, طبقا للشرَك الذي رسمه بندر. والذي ينال به من عصفورين بحجر واحد: اكراه مصر على الانشغال في حرب مع سلفيين تكفيريين يسعون لـ«إمارة سيناء الإسلامية», وبما يبعد القاهرة عن أي دور منافس للرياض في قيادة مشروع «الشرق الأوسط الكبير», ثم, وهو الأهم: ابعاد شبح مصالحة وطنية فلسطينية في نتاج «قنبلة» رفح, التي أتت على البقية الباقية من آمال الغزيين في نهار مختلف عن ليل السادات-مبارك.‏

وليس مما يهم صناع قرار التحالف الإسلاموي-الإمبريالي, اهتلاك صدقية المنفذين والمتورطين, بمن في ذلك خصوصا قيادة حماس التي انزلقت إلى وهم حصاد من ربيع التحالف الإمبريالي-الإسلاموي, والذي كشفت رفح أنه لا يجاوز مستنقعا عفنا.‏

Siwan.ali@gmail.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية